نشامى الإخباري _بدأت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وعدد من الدول الأوروبية، في تغيير استراتيجيتها بهدوء بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، فيما يواجه استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا تحدياً كبيراً خلال الأشهر المقبلة.
ونقلت مجلة “بوليتيكو” عن مسؤول أميركي ودبلوماسي أوروبي مقيم في واشنطن، قولهما إن الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين يركزون حالياً على تحسين موقف أوكرانيا في المفاوضات المرتقبة لإنهاء الحرب، بدل هزم روسيا.
وأضاف المسؤولان، أن هذه المفاوضات من المرجح أن تشمل “التنازل عن أجزاء من الأراضي الأوكرانية لروسيا”.
ويصر البيت الأبيض والبنتاجون علناً على عدم وجود تغيير رسمي في سياسة الإدارة الأميركية تجاه كييف، وأنهما ما زالا يدعمان هدف أوكرانيا المتمثل في إجبار الجيش الروسي على الخروج بشكل كامل من الأراضي التي احتلها.
ولكن في المناقشات مع المسؤولين الأوكرانيين، يبحث الأميركيون والأوروبيون الآن عن إعادة انتشار القوات الأوكرانية في مواقع دفاعية أقوى لصد القوات الروسية، بعد فشل الهجوم المضاد، وفق ما ذكر المسؤول الأميركي والدبلوماسي الأوروبي.
ويشمل هذا الجهد تعزيز أنظمة الدفاع الجوي، وبناء التحصينات والحواجز والأسلاك الشائكة والخنادق المضادة للدبابات على طول الحدود الشمالية لأوكرانيا مع بيلاروس.
وبالإضافة إلى ذلك، تركز إدارة بايدن على إحياء صناعة الدفاع في أوكرانيا بسرعة لكي تتمكن من تزويد نفسها بالأسلحة التي تشتد الحاجة إليها.
وقال مسؤول في إدارة بايدن لـ”بوليتيكو”، إن “الكثير من هذا التحول الاستراتيجي إلى الدفاع بدل الهجوم، يهدف إلى دعم موقف أوكرانيا في أي مفاوضات مستقبلية”.
وأشار إلى أن الموقف الأميركي كان دائماً يعتبر أن “الطريقة الوحيدة التي تنتهي بها هذه الحرب هي من خلال المفاوضات، ونريد أن تكون أوكرانيا في موقع قوة، حين تحين هذه اللحظة”.
وبالنسبة لبايدن، فإن دعم الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين في خضم حملة انتخابية صعبة، سيكون أمراً صعباً.
وقال مسؤول في الكونجرس إن “المناقشات حول محادثات السلام بدأت، لكن الإدارة الأميركية لا يمكنها التراجع عن موقفها (الأول) علناً، بسبب المخاطر السياسية” التي يواجهها بايدن.
وفي مؤتمر صحافي عقده في أوائل ديسمبر، قال زيلينسكي إن أوكرانيا تعد مقترحات جديدة لإنهاء الحرب، لكنه شدد على موقفه بسحب جميع القوات الروسية من أراضي بلده.
ومع تراجع الدعم العسكري الأميركي بسرعة في الكونجرس، وفشل الهجوم الأوكراني المضاد الذي تباهى به زيلينسكي عند إطلاقه في يونيو الماضي، تحول بايدن من القول إن الولايات المتحدة ستدعم أوكرانيا “طالما استغرق ذلك من وقت”، إلى القول إن أميركا ستقدم الدعم “طالما استطعنا ذلك”.
وقال الدبلوماسي الأوروبي المقيم في واشنطن، إن الاتحاد الأوروبي يثير أيضاً مسألة تسريع عضوية أوكرانيا في الناتو “لوضع الأوكرانيين في أفضل وضع ممكن للتفاوض” مع موسكو.
ومن الناحية السياسية، فإن مصدر القلق هو أن بوتين لن يقترب من المفاوضات حتى يعرف من هو الرئيس الأميركي المقبل، علماً أن الرئيس السابق دونالد ترمب، قال إنه سينهي الحرب بين أوكرانيا وروسيا خلال 24 ساعة من خلال التفاوض.