نشامى الاخباري_ خليف الزيود
يزداد النسيج الوطني قوة وصلابة كلما تجذَّرت الإصلاحات في مختلف المجالات، وأهمها المجال السياسي؛ وجود نموذج إصلاحي تطويري متدرج، يسعى إلى إشراك كل عناصر النسيج الوطني في عملية صياغة المستقبل وعلى رأسهم الشباب، يساهم في تعزيز هذا النسيج الوطني، وعلى النقيض تمامًا، إنَّ حالة إنكار أهمية تفاعل الشباب مع حيثيات الحياة السياسية أمر خطير يهدد مستقبلنا، ولعل المبادرات الملكية السامية للإصلاح السياسي والتي تولي الشباب اهتمامًا كبيرًا تعد من أبرز الدلائل على ما سبق قوله، وفي هذا المقام، قال جلالة الملك في اليوم العالمي للشباب 2007: “إن هويتنا الوطنية الجامعة، التي كانت وستبقى عصب الدولة وعصبتها، بحاجة إلى شباب أردني متقد وملتزم بالوطن يجدد حيوية الدولة واندفاعها ويؤمن بهدف سام هو نهضة الأردن ورفعته ويرى في نفسه الشريك المسؤول والقادر وفي عمله واندفاعه الطريق لتحقيق ذلك”.
مِن هذا المنطلق، أرى أنَّ مشاركة الشباب في البرامج التي تنظمها المؤسسات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني -على حدٍ سواء- وتحديدًا تلك البرامج المتعلقة بالحياة السياسية وتعزيز الديمقراطية، إحدى الطرق الأساسية لإعداد منظومة شبابية أردنية على مستوى عالٍ من الكفاءة والقدرة، لأنها تساهم في تطوير المهارات الشخصية والقيادية لدى الشباب الأردني من خلال ورش العمل والدورات التدريبية، وتساهم في إثراء تكوينهم المعرفي في العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية.
كما تفتح هذه المشاركات أفق كثيرة أمام الشباب لفهم أعمق للقضايا السياسية، كما وبفضلها، يتمكن الشباب مِن الانخراط بشكل فعَّال في الحوار الوطني العام والمساهمة في صياغة السياسات العامة، بشكل مباشر أو غير مباشرة وبنسب مختلفة.
وفي ضوء ذلك، يتأسس جيل شبابي مُسلَّح بالمعرفة والفِكر والأدوات والإمكانات، التي من شأنها أن تسير به للأمام في رحلة المشاركة في الحياة السياسية أو أن تخطو به الخطوة الأولى في تلك الرحلة على أقل تقدير.
ختامًا، لا بُد من التأكيد على أمرين، أولهما هو أنَّ النسيج الوطني الأردني ليس هشًا وركيكًا ويمكن اللعب به بسهولة كما يتخيل أو يزعم البعض، بل هو نسيج متين حاكه الأردنيون على مر العقود بإخلاص وتفانِ مِن خلال مزيج فريد مِن المبادئ والقيم والروابط الوثيقة، وهذا النسيج الوطني للأسرة الأردنية الواحدة التي يجتمع أبناؤها على الخير ويعمقون أواصر المودة بينهم هو الذي يحمي الأردن من محاولات العبث والتفتيت التي تواجهها العديد من دول الجوار، أما ثانيهما هو أنَّ الشباب الأردني عماد الوطن وسياجه ومنعته، ولا نقبل مِن اصحاب التفكير المحدود والعقول الجامدة، وقصيري النظر أن يغتالوا أحلامنا.
وللحلم بقية.