عالميّات

بلينكن يحض إسرائيل على حماية المدنيين مع تواصل القصف على غزة

نشامى الاخباري _حض وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء، على تفادي إلحاق مزيد من الأذى بالمدنيين في قطاع غزة، معتبرا أن هؤلاء، وخصوصا الأطفال، يدفعون ثمنا “باهظا جدا”.

ووصل بلينكن الذي تقدّم بلاده أكبر دعم سياسي وعسكري لإسرائيل في هذه الحرب، إلى إسرائيل بعد جولة إقليمية تهدف إلى الحؤول دون اشتعال المنطقة نتيجة تداعيات الحرب في قطاع غزة.

وخلال لقائه نتنياهو، أكد بلينكن “أهمية” أن تتجنب إسرائيل إلحاق الأذى بمزيد من المدنيين في قطاع غزة حيث سقط أكثر من 80 ألفا بين شهيد وجريح، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن بلينكن جدّد دعمنا لحقّ إسرائيل في منع تكرار العمليات التي وقعت في السابع من تشرين الأول الماضي، وشدد على أهمية تجنب إلحاق المزيد من الأذى بالمدنيين وحماية البنية التحتية المدنية في غزة.

ولاحقا أكد بلينكن في مؤتمر صحافي، أن “الثمن الذي يدفعه المدنيون يوميا، وخصوصا الأطفال، باهظ جدا” في غزة، مشيرا إلى أن القطاع بحاجة إلى “مزيد من الأغذية ومزيد من المياه ومزيد من الأدوية”.

ودعا وزير الخارجية الأميركي إسرائيل إلى “الكف عن اتخاذ خطوات تقوض قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم في شكل فاعل”.

والتقى بلينكن في إسرائيل الرئيس إسحق هرتسوغ ووزير الدفاع يوآف غالانت ونظيره يسرائيل كاتس. وعلى هامش لقاءته مع مسؤولين إسرائيليين التقى بلينكن عائلات المحتجزين. وبعد إسرائيل يزور وزير الخارجية الأميركي الضفة الغربية.

وأكد بلينكن في وقت سابق الثلاثاء، وجود “فرصة حقيقية” لإسرائيل “للاندماج في الشرق الأوسط”.

وقال بعد اجتماعه مع كاتس “أعتقد أن هناك فعلا فرصة حقيقية لاندماج (إسرائيل) في الشرق الأوسط، لكن علينا أن نتخطى هذه المرحلة الصعبة جدا”.

وأشار بلينكن الاثنين، إلى أن واشنطن ستعمل مع دول المنطقة من أجل إعادة إعمار قطاع غزة وإرساء الاستقرار فيه. وشملت زيارته أيضا الإمارات وقطر والأردن وتركيا واليونان.

ومع دخول الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل شهرها الرابع متسبّبة بالمزيد من الضحايا والدمار وبأزمة إنسانية متعاظمة، أعلن الجيش الإسرائيلي الانتقال إلى مرحلة جديدة تشمل تنفيذ عمليات أكثر استهدافا في وسط قطاع غزة وجنوبه.

بعدما قصفت بشكل عنيف شمال القطاع في بداية الحرب، تركّز إسرائيل حاليا قصفها على وسط القطاع وجنوبه حيث يحتشد مئات آلاف المدنيين الذين نزحوا هربا من الحرب.

الثلاثاء، قال بلينكن إن إسرائيل وافقت على مبدأ ارسال “بعثة تقييم” أممية لدراسة الوضع في شمال قطاع غزة تمهيدا لعودة الفلسطينيين الذين نزحوا بسبب الحرب.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه شنّ “عمليات برية موسعة تشمل ضربات جوية” في خان يونس، متحدثا عن استشهاد 40 عنصرا من الفصائل الفلسطينية خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إن المرحلة الجديدة تتضمن تقليص عدد الجنود على الأرض وعدد الضربات الجوية، مشيرا إلى أنه سيتم خفض عديد القوات المنتشرة اعتبارا من كانون الثاني/يناير.

وصرح هاغاري خلال مؤتمر صحافي الاثنين، بأن القوات “ستقوم بعملياتها من الآن فصاعدا بشكل مختلف في هذه المنطقة (…) لتعميق إنجازاتنا”.

وأضاف “نركّز حاليا على وسط قطاع غزة، في منطقة المخيمات، وعلى جنوب قطاع غزة، في منطقة خان يونس. لا تزال هناك عمليات معقدة مع معارك عنيفة في الوسط والجنوب”، مؤكدا أن “المعارك ستستمر خلال العام 2024”.

ردود بالنار بين إسرائيل وحزب الله

ارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي على القطاع المحاصر إلى 23210 شهداء منذ بدء العمليات العسكرية ردّاً على عملية السابع من تشرين الأول، وفق وزارة الصحة في غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن 185 عسكريا قتلوا منذ بدء العمليات البرية في 27 تشرين الأول/أكتوبر، من بينهم تسعة قضوا الإثنين، في أحد أكثر الأيام دموية له منذ بدء الهجوم البري.

وتعلن حركتا حماس والجهاد الإسلامي بانتظام تنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية داخل القطاع. كما تعلنان من حين لآخر عن إطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل، وإن بوتيرة أقل من السابق.

ودعا رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية الثلاثاء، الدول الإسلامية إلى “دعم المقاومة بالسلاح”.

وقال أمام مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين “دور الأمة وعلمائها كبير على محور دعم المقاومة، ونرى أن دول العالم تصب السلاح إلى الاحتلال عبر جسور جوية وحاملات طائرات، وآن الأوان لدعم المقاومة بالسلاح، لأن هذه معركة الأقصى، وليست معركة الشعب الفلسطيني وحده”.

على الحدود الشمالية لإسرائيل، سجّل الثلاثاء، تبادل جديد لإطلاق النار مع حزب الله اللبناني. وشهدت وتيرة القصف المتبادل تصاعدا في الأيام الأخيرة.

وأعلن الحزب أنه استهدف مقرّ قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي “في إطار الردّ” على “اغتيال” القيادي في حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت الأسبوع الماضي، والقيادي العسكري في حزب الله وسام الطويل الثلاثاء في غارة إسرائيلية في جنوب لبنان.

وأعلن الحزب استهداف “مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد المحتلة (قاعدة دادو) بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية”.

وأكد الجيش أن “مسيرة معادية سقطت على قاعد للجيش الإسرائيلي في شمال إسرائيل” دون التسبب بإصابات أو أضرار.

وهي ثاني عملية يعلن الحزب تنفيذها في إطار الرد على اغتيال العاروري وستة أشخاص آخرين بضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. وقالت السلطات اللبنانية والحزب وحماس وواشنطن إن إسرائيل نفّذت العملية. ولم تعلّق إسرائيل.

وقبيل تشييع الطويل الثلاثاء، في بلدة خربة سلم بجنوب لبنان، استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة مركونة، وفق الوكالة الوطنية للاعلام وشهود عيان.

كما استهدف قصف إسرائيلي الثلاثاء، سيارة في بلدة الغندورية، وفق المصدر نفسه. وأدى ذلك إلى وفاة “ثلاثة من حزب الله”، وفق مصدر أمني.

وفي وقت لاحق، نعى الحزب ثلاثة عناصر.

وأكد الجيش الإسرائيلي، أنه استهدف الثلاثاء “خلية مطلقي مسيّرات في جنوب لبنان”، وقام “بالإغارة على أهداف” أخرى لحزب الله في جنوب لبنان.

وتتصاعد المخاوف من انفجار الوضع في الشرق الأوسط على وقع التوتر على الحدود اللبنانية، والضربات الإسرائيلية في لبنان وسوريا، والهجمات المتزايدة على القوات الأميركية في العراق وسوريا، وهجمات الحوثيين اليمنيين على سفن في البحر الأحمر.

كما تسبّبت حرب غزة بتصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة إلى مستوى غير مسبوق منذ نحو عشرين عاما.

ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية الثلاثاء، قيام الجيش الإسرائيلي بـ”دهس” جثمان شاب بعد قتله واثنين آخرين الإثنين في مدينة طولكرم بشمال الضفة، بعد تداول أشرطة فيديو تظهر قيام عربة عسكرية بدوس جثة أحدهم.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت الإثنين، استشهاد ثلاثة فلسطينيين في طولكرم بنيران القوات الإسرائيلية. وأعلنت الأخيرة بدورها مقتل ثلاثة رجال وجرح اثنين آخرين في عملية لتوقيف “مطلوب” قرب المدينة.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، استشهد أكثر من 330 فلسطينيا بنيران الجيش أو المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، وفقا لأرقام وزارة الصحة.

سياسة “تجويع”

وتعهدت إسرائيل “القضاء” على حماس بعد عملية السابع من تشرين الأول/أكتوبر. ودمّر القصف الإسرائيلي أحياء بأكملها في قطاع غزة وأجبر 85% من السكان على الفرار، ويعاني سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون تقريبا من أزمة إنسانية كارثية، بحسب الأمم المتحدة.

وتحذّر المنظمات الدولية من كارثة صحية في غزة مع عدم تلقي القطاع سوى مساعدات نادرة رغم صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي بهذا الصدد.

في القاهرة، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري “لم نر جهودا حقيقية لمنع تهجير الفلسطينيين، على العكس الخطوات المتخذة تدفع نحو التهجير، ولا يمكن أن يظل 2 مليون مواطن محاصرين في رقعة في الجنوب بهذا الشكل”، وذلك خلال استقباله نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك الثلاثاء.

أ ف ب

اظهر المزيد
الداعمون:
Banner Example

موقع نشامى الإخباري

نشامى الإخباري" هو موقع إخباري أردني متميز يقدّم لكم أحدث الأخبار المحلية الأردنية والعربية، نسعى جاهدين لتقديم محتوى إعلامي مهني وموثوق يساهم في توعية القرّاء وتوفير تحليلات موضوعية وشاملة للقضايا الراهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *