عالميّات

تفاهمات غير معلنة في جنوب لبنان: بين الهدوء المؤقت والتوتر الإقليمي

نشامى الاخباري _ سارا مناصرة

قال الخبير العسكري العميد المتقاعد رزق الخوالدة، إنه لم يتضح النص النهائي للاتفاق بشكل كامل بين إسرائيل وحزب الله، ولكن هناكرعاية دولية، وعلى وجه الخصوص من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وأطراف لبنانية المعنية بأسم حزب الله أن يتم وقف إطلاق النار .

وأضاف الخوالدة في حديثه لـنشامى، أن وقف إطلاق النار جاء من قرار (1701)، الذي يهدف إلى إبعاد قوات حزب الله الى شمال نهرالليطاني، وتحديد حركة القوات الاسرائيلية، في حال إذا ما تم التعرض لإسرائيل،موضحا أن المفاوضات مضنية، وتعكس الجهود المبذولةلتحقيق الاستقرار في المنطقة، ويسهم هذا القرار في تقليل التوترات

وتابع: “الاتفاق قد يدوم لسنوات يعتمد بشكل كبير على مدى التزام الأطراف الدولية والإقليمية في رعايته“. 

وكشف الخوالدة، ظهور معطيات جديدة تشير إلى تفاهمات غير معلنة بين الأطراف المعنية تهدف إلى ضمان الهدوء في جنوب لبنان،وبحسب مراقبين، يبدو أن حزب الله حصل على ضمانات معينة مقابل التزامه بوقف العمليات العسكرية، فيما أوقفت إسرائيل عملياتهاالمفاجئة وغير المبررة أحياناً، مضيفا أنه ومع ذلك، يُنظر إلى هذه التفاهمات على أنها مؤقتة وقابلة للانهيار في حال وقوع خروقات أو تصعيدغير متوقع.

وبين في معرض حديثه، أن إسرائيل  تسعى لاستغلال هذا الهدوء لجمع معلومات استخباراتية دقيقة حول قدرات حزب الله، مع تركيز خاصعلى إمكانياته الصاروخية والطائرات المسيرة، وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل قد تدفع نحو نزع سلاح حزب الله أو تحجيم قدراته، لا سيمافيما يتعلق بالصواريخ بعيدة المدى التي تمثل تهديداً لعمقها الاستراتيجي.

من جانب آخر، يمتلك حزب الله  امكانيات صاروخية  بعيدة المدى تتيح له استهداف مواقع استراتيجية في إسرائيل حتى لو انسحب شمالنهر الليطاني، مما يعقد الوضع العسكري ويجعل أي تحرك نحو التصعيد محفوفاً بالمخاطر، وفقا للخوالدة.

يرى محللون أن استمرار الهدوء جنوب لبنان قد يحمل انعكاسات إيجابية على الأوضاع في غزة، اذ يمكن ان يساهم في تهدئة الاوضاعويعطي فرصة  للجهود الدبلوماسية لتحقيق هدنة شاملة في المنطقة.

وأشار الخوالدة، إلى أن وقف العمليات العسكرية سواء في غزة أو جنوب لبنان قد يؤدي إلى انفراج في الموقف الإقليمي، ولكن يبقىالسؤال: هل هذا التوجه مرتبط بتنسيق مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب؟ وهل هناك إشارات من الإدارة الأمريكية القادمة بضرورة وقفالعمليات قبل توليه رسميًا مهامه في البيت الأبيض؟

وأوضح، أن هناك العديد من التساؤلات حول رؤية الإدارة الجديدة بقيادة ترامب تجاه الاتفاقيات القائمة في الشرق الأوسط، يبدو أن الرئيسالمنتخب ينظر إلى المنطقة من زاوية اقتصادية أكثر منها أمنية، اذ يعتقد أن استمرار العمليات العسكرية في غزة ولبنان يشكل عبئًااقتصاديًا كبيرًا على إسرائيل، وأيضًا على الولايات المتحدة التي تقدم دعمًا ماليًا سخياً لإسرائيل.

وكما تبين أن ترامب  يستخدم نهجًا أكثر حذرًا فيما يتعلق بالمساعدات الأمريكية لإسرائيل، خاصة إذا كان ذلك يفرض ضغوطًا على الميزانيةالأمريكية، مبينا أنه قد يسعى إلى تقليل المساعدات غير المشروطة التي كانت تقدمها الإدارات السابقة، مما يعني أن السياسة الأمريكيةتجاه الشرق الأوسط قد تشهد تحولًا نحو التركيز على المصالح الاقتصادية وتقليل الانخراط العسكري.

ولفت الخوالدة في حديثه، إنه إذا قررت الإدارة الجديدة إعادة تقييم سياساتها تجاه الشرق الأوسط، فقد يؤدي ذلك إلى ضغوط علىالأطراف المتنازعة للالتزام بوقف إطلاق النار، مما يعزز فرص السلام ويقلل من التكاليف الاقتصادية والسياسية للنزاعات في المنطقة.

اظهر المزيد
الداعمون:
Banner Example

نشامى الاخباري

نشامى الإخباري" هو موقع إخباري أردني متميز يقدّم لكم أحدث الأخبار المحلية الأردنية والعربية، نسعى جاهدين لتقديم محتوى إعلامي مهني وموثوق يساهم في توعية القرّاء وتوفير تحليلات موضوعية وشاملة للقضايا الراهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *