نشامى الاخباري ـ يقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوبي قطاع غزّة بشكل مكثّف الجمعة وسط بروز اختلاف كبير في وجهات النظر بين إسرائيل وواشنطن حول قيام دولة فلسطينيّة، واتّساع رقعة النزاع ووصوله حتّى سواحل اليمن.
وفي الساعات الأولى من يوم الجمعة أفاد شهود عيان بإطلاق نار وغارات جوّية في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزّة.
وتحدّث الهلال الأحمر الفلسطيني عن قصف مدفعي “مكثّف” في “محيط” مستشفى الأمل، في وقت أفادت وكالة الأنباء الفلسطينيّة “وفا” عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى خلال الليل في خان يونس التي باتت مركز المعارك.
في غزّة، حيث نزح نحو 80% من السكّان بسبب الغارات أو القتال، ولا يزال الوضع الإنساني حرجا. وأعلنت منظّمة الصحّة العالميّة ليلا أنّها أحصت 24 حالة من التهاب الكبد “أ”، وهو عدوى فيروسيّة في الكبد، فضلا عن “الآلاف” من حالات متلازمة اليرقان المرتبطة “على الأرجح” بانتشار التهاب الكبد.
وكتب رئيس منظّمة الصحّة العالميّة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عبر منصة إكس أنّ “الظروف المعيشيّة غير الإنسانيّة – وسط قلّة توافر مياه الشرب والمراحيض النظيفة وعدم القدرة على الحفاظ على نظافة المناطق المحيطة بها – ستؤدّي إلى انتشار التهاب الكبد +أ+ بشكل أكبر”.
– دولة فلسطينية؟ –
وقال رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو الخميس “لن نكتفي بأقلّ من انتصار تامّ، مما يعني القضاء على القادة (…)، وتدمير قدرات حماس العملانيّة والعسكريّة، وعودة رهائننا إلى ديارهم، ونزع سلاح قطاع غزّة مع سيطرة أمنيّة كاملة لإسرائيل وعلى كل ما يدخل” إلى القطاع.
وشدّد على أنّ “النصر سيتطلّب أشهرا عدّة”، مضيفا “يجب أن تكون لإسرائيل سيطرة أمنية على كامل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن. هذا شرط ضروري يتناقض مع فكرة السيادة (الفلسطينية)”.
وعندما سئل عن تصريحات نتنياهو، رد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي “واضح أننا نرى الأمور بشكل مختلف”.
والولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل والداعم الأساسي لها في عمليّتها ضدّ غزة، تُكرّر من جانبها أنّ إنشاء دولة فلسطينيّة قابلة للحياة والاعتراف بها هو أمر ضروري لتحقيق “أمن حقيقي”.
ونفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الليل مداهمات في قطاعات مختلفة من الضفة الغربية المحتلّة، خصوصا في طولكرم حيث أحصت وزارة الصحّة التابعة للسلطة الفلسطينيّة ستّة شهداء على الأقلّ منذ الأربعاء.
ويخشى المجتمع الدولي اتّساع نطاق النزاع، وسط تبادل يومي لإطلاق النار على الحدود الإسرائيليّة اللبنانيّة، وزيادة هجمات الحوثيّين ضدّ سفن تجاريّة في البحر الأحمر وخليج عدن وتكثيف الضربات الأميركيّة ضدّ مواقع لهم في اليمن.
– الحوثيون يواصلون استهداف السفن –
وأعلن اليمنيّون ليل الخميس الجمعة استهداف سفينة أميركيّة في خليج عدن، ردا على الضربات الأميركية البريطانية على مواقع عسكرية تابعة لهم ودعمًا للفلسطينيين في قطاع غزة الذي يشهد حربا مع إسرائيل.
من جهته، أكّد الجيش الأميركي أنّ الحوثيّين في اليمن استهدفوا سفينة تجاريّة أميركيّة الخميس، لكنه قال إنّه لم يُسجّل إصابات أو أضرار.
وجاء في بيان نشرته حسابات تابعة للحوثيين على مواقع التواصل الاجتماعي “نفّذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية استهداف لسفينة (كيم رينجر) الأميركية في خليج عدن وذلك بصواريخ بحرية مناسبة، وكانت الإصابة مباشرة”.
وأكد الحوثيون أن هذه العملية تأتي “انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وضمن الرد على العدوان الأميركي البريطاني على بلدنا”.
وقالت القيادة العسكريّة الأميركيّة للشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان على منصّة إكس “أطلق (…) الحوثيّون المدعومون من إيران صاروخَين بالستيَّين مضادَّين للسفن على سفينة إم/في كيم رينجير، وهي سفينة ناقلة ترفع علم جزيرة مارشال وتملكها الولايات المتحدة وتديرها اليونان”.
وأضافت “لاحظ الطاقم ارتطام الصواريخ بالمياه بالقرب من السفينة. ولم يتمّ الإبلاغ عن وقوع أيّ إصابات أو أضرار للسفينة التي واصلت الإبحار”.
المملكة+ أ ف ب