نشامى الاخباري ـ ماجد عبندة
بداية معرفتي به مديرا لمركز الابحاث الزراعية في الرمثا فهو في الاصل باحث محاصيل حقلية ، ثم نقل إلى دير علا عام ١٩٩٩ مديرا لاقدم المراكز البحثية في الأردن . كنا نترافق يوميا في طريق الذهاب إلى دير علا صباحا والعودة بعد انتهاء الدوام . كان قليل الكلام لا يتحدث كثيرا فيعطينا فرصة للنوم في ذلك الطريق الطويل المتكرر يوميا .
في عام ٢٠٠٣ صرت عضوا في مجلس النقابة وكان عملي النقابي يتطلب مني الكثير من المغادرات والإجازات لكنه كان دائما معي ومشجعا لي ولعملي .
قال لي يوما : هل قدمت لبعثة الماجستير . قلت له : لا . قال : ولمَ . قلت له : الموعد انتهى والتخصص المطلوب غير تخصصي . قال لي : قدِّم الان وسادعمك .
ملأت الاستمارة وارسلها فورا بواسطة (الفاكس) والحقها باتصال يُعلم الموظف المسؤول ان يلحق هذا الطلب مع الطلبات السابقة ففعل .
وفي ٢٠٠٧ ترشحت رئيسا لمجلس النقابة في اربد وجلست في القاعة مع الزملاء انتظر النتيجة فكان ابو محمد إلى جانبي وكان اول من بارك لي بالفوز .
انتهت فترة التفرغ ولم اكمل الماجستير وكان علي ان التحق بدوامي في دير علا بينما دراستي في جامعة العلوم والتكنولوجيا ، فكان خير معين وخير زميل ووقف إلى جانبي حتى تخرجت .
ابو محمد كتلة من الأخلاق و العاطفة كان يعاملنا كاولاده يقسو علينا احيانا وينزل من مكتبه ليفطر معنا وكأنه يقول لنا : اسف .
لم نكن نجاريه في نشاطه وحركته وانجازاته كان يفرح لنا في كل نشاط وإنجاز وكأنه إنجازه
لقد هده المرض وهده قبل ذلك الفقد ، ففقد الولد صعب فكيف ان كانا اثنين . رأيته آخر مرة في عزاء ولده الثاني لم اعرفه الا حين دلوني عليه فدمعت عيناي لحاله وسألت الله له الصبر على البلاء .
اليوم يغادرنا ابو محمد إلى من هو ارحم منا وهو الرحمن الرحيم
رحمك الله يا علي غرايبة رحمك الله يا رفيق الدرب