نشامى الاخباري_ مدونة ماجد عبندة
عندما غادرت بغداد في صيف عام ١٩٨٦ بقي صالح فيها فقد تأخر من أجل مادة لسنة اخرى ، كان صالح صديقا صدوقا كان من أبناء اريتيريا والتي كانت محتلة من قبل اثيوبيا لذلك كان لزاما علينا أن نقوي العلاقة بيننا لنزداد معرفة بقضية لم نكن نعلم عنها شيئاً . عندما انهى صالح الثانوية العامة كان لاجئا في بور سودان مع عائلته ولما قُبل في جامعة بغداد لدراسة الزراعة توجه إلى مصر ثم منها للعراق . سجل صالح في نفس قسمي (التربة) وسكن في نفس القسم الداخلي (البعث) لا بل في نفس غرفتي . كان صالح خفيف الظل مثقفاً يحلم بالعودة إلى بلده وقد تحرر وانتصرت الثورة .
كان متصالحا مع نفسه يعرف حدوده ويعيش بمقدار ما يحصل عليه من منحة ليس مبذرا ولا مقترا يحب اكتشاف كل شيء ليوسع مداركه ويزيد معلوماته .
بعد عودتي إلى الاردن التحقت بالجامعة الاردنية لاكمال دراستي وسكنت في عمان . قرر صالح حينها ان يزورني فلم يحصل على فيزا فكانت الطريقة الوحيدة هي دخول الأردن ترانزيت إلى سوريا ولمدة ٢٤ ساعة . وصل صالح عمان واتصل بهاتف ارضي كان معه فرد عليه ابي وقال له انني في عمان ، فلم يستسلم وركب الحافلة للجامعة الأردنية ليدخل علي في المختبر دون ترتيب مسبق او موعد ، انتهت زيارته سريعا وعاد من حيث أتى .
مرت سنوات طويلة تزوجت فيها وانجبت حين رن الهاتف الارضي في بيتي فإذا صالح الذي لا ييأس من البحث استطاع ان يصل إلى رقمي الجديد عن طريق زميل له اردني في السعودية فتح له دليل الهاتف ووجد فيه رقمي ، علمت من اتصاله انه يعمل في مجال الصحافة في احدى الصحف السعودية ، وعلمت انه تزوج وانجب وانه مستقر في السعودية .
ثم مرت السنوات وحدث فيها ما حدث والتغت الهواتف الارضية من معظم البيوت خلال تلك الفترة كنت لا أمل من البحث عن صالح لأعرف أين أصبح هل ما زال في السعودية ام عاد للسودان او رجع لبلده الأصلي ارتيريا بعد أن تحررت ؟ لكنني لم اوفق ولم أجد له اسما او صورة على محركات البحث المختلفة او مواقع التواصل الاجتماعي ، إلى أن قررت الترشح للنيابة واقترح علي الاصدقاء عمل موقع إلكتروني كتبت فيه رقم هاتفي فلم يمر اسابيع حتى اتتني رساله عبر واتس اب من صالح يطمئن علي ويبعث لي صوره حديثه .
صالح عثمان ادريساي ايها الصديق الاسمر سلام عليك أينما كنت فأنت لا تُنسى لأنك صديق وفي وانسان صادق أعدك أن لا انساك ولا انسَ الايام الجميلة التي قضيناها في بغداد بحلوها ومرها . واعدك أن نلتقي ولو بعد حين .