مقالات

عبندة يكتب: ذكريات عراقية.. أيامي الاولى

نشامى الاخباري_ مدونة ماجد عبندة

يوم الأربعاء الاول من كانون الاول من عام ١٩٨٢ حطت بي طائرة (عالية) بوينغ ٧٤٧ في مطار بغداد الدولي نزلت من الطائرة وتوجهت للجوازات ثم استلمت حقيبتي وهممت بالخروج . تلقاني موظفو المطار وطلبوا مني فتح الحقيبة التي عانيت كثير لاغلاقها . مد احدهم يده فوجد فطائر السبانخ والجبنة واللحمة .

قال : “خايف تجوع في العراق عيني” ؟ جاملته بابتسامة دون جواب ، “كانت تلك الفطائر من صنع عمتي ام بسام الكوفحي رحمها الله” حامت يده في الحقيبة فلم بجد شيئا ملفنا للنظر الا مصحف الجيب المجزأ والذي كان مكون من ٦ اقسام في كل قسم منها خمسة أجزاء قرآنية . قال لي : “وهذا لشنو”؟ قلت له بابتسامة : للبركة . بادلني الابتسام وأغلق الحقيبة وخرجت . في صالة المطار كان ابناء العمومة بالانتظار ، كان محمد و هشام وعمر وسفيان قد حجزوا فندقا بشارع ابي نواس بتنا به تلك الليلة بعد أن تعشينا فطائر اللحمة خوفا عليها من التلف وابقينا على فطائر الجبنة والسبانخ للغد القريب .

يوم الخميس ومنذ الصباح توجهت مع “محمد” للكرادة كي نستخرج بطاقة شؤون المواطنين العرب والتي كانت تخولك العيش في العراق طوال العمر دون أن تحتاج لتجديد إقامة او فيزا .

لم أكن البس ثيابا دافئة فقد كنت أظن الجو في العراق كبقية دول الخليج لكنني كنت مخطئا فالبرد في صباح بغداد الكانوني “يقص المسمار” .

تجولنا في شارع الرشيد وشربنا عصير الزبيب الشهير ثم يممنا نحو ساحة التحرير التي كانت مليئة بالاف الاصص المزروعة بأزهار الاقحوان “الداوودي” احتفالا بيوم الشهيد والذي كان يصادف الاول من كانون الاول اخذت صورة بين الأزهار وغادرت الى الجامعة المستنصرية ومنها إلى اقسامها الداخلية لنقضي على فطائر السبانخ والجبنة التي بقيت , وقد نمت هناك تلك الليلة .

اظهر المزيد
الداعمون:
Banner Example

نشامى الاخباري

نشامى الإخباري" هو موقع إخباري أردني متميز يقدّم لكم أحدث الأخبار المحلية الأردنية والعربية، نسعى جاهدين لتقديم محتوى إعلامي مهني وموثوق يساهم في توعية القرّاء وتوفير تحليلات موضوعية وشاملة للقضايا الراهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *