مقالات
عبندة يكتب: ذكريات عراقية.. شلغم شلغم طيب طيب
نشامى الاخباري _ مدونة ماجد عبندة
عبارة كان يرددها صاحب العرباية في الباب الشرقي في بغداد في شتاء عام ١٩٨٢ فيجتمع عليه الناس فيضع لكل واحد حبة في صحن معدني يقطعها بالسكين إلى عدة أجزاء ثم يبدأوا بتناولها بنهم شديد . عندما اقتربت من العرباية أيقنت انه لفت يسلق كما تسلق اكواز الذرة . كانت هذه الاكلة غريبة لاني لم اتذوقها سابقا ولم استطع الاقتراب كثيرا لاني لم استسغ رائحتها ، حتى انني مكثت في بغداد حتى عام ١٩٨٦ ولم آكلها .
عندما ياتي صيف بغداد اللاهب تتحول تلك العربات لبيع الرقي (البطيخ) وبنفس الصحون وال جطلات (الشوك) يقدم للناس البطيخ الذي يوضع على الواح الثلج ليبقَ باردا ولا تتلفه الشمس الحارقة .
اكل الشوارع في بغداد متنوع ويشمل الماكولات والمشروبات والحلويات ويأتي في مقدمة المأكولات القص (الشاورما) والذي يميزه الصمون (الخبز) الذي يستخدم له ونكهة اللحم والمقبلات الخاصة ، اما الحلويات فيتصدرها الكاهي (الفطير) والذي يؤكل مع القيمر (القشطة) والعسل وهو بذات الوقت الافطار المعتمد للعراقيين صباح يوم العيد . اما اهم المشروبات فالبدرجة الاولى الجاي (الشاي) الثقيل ابو الهيل والذي يشرب في استكانة(كأس مذهب صغير) يوضع في صحن فرفوري ملون (صيني) حيث يسكب الشاي من الكأس ويشرب من الصحن .
جميلة هي شوارع بغداد وما فيها من اكلات ومشروبات وحلويات وغيرها تدل على عراقة تلك المدينة وتاريخها الممتد إلى عصر الخلافة العباسية .