في نهاية الدورة التدريبية التي حضرتها في كوريا الجنوبية عام ٢٠١٣ والتي نظمتها المنظمة الأفريقية الاسيوية للتنمية الريفية نظم القائمون على الدورة حفل عشاء ختامي تكريما للمشاركين والذين كانوا يمثلون ١٥ دولة من آسيا وإفريقيا وقد كان هذا العشاء في افخم مطاعم سيؤل فذهبنا بمعية الزملاء فوجدناهم قد خصصوا لنا طاولة رئيسية لنجلس اليها وخصصوا للمرافقين والمدربين والموظفين طاولات أخرى . اخذنا مواقعنا لكننا رأينا ان الطاولة تمتلئ بأنواع الخمور المختلفة والتي لا نميز بينها والحمد لله فقمت انا ومجموعة من الزملاء المسلمين وانتقلنا إلى الطاولات الأخرى والتي لا يوجد عليها مثل تلك الخمور . هم كانوا يعتقدون بثقافتهم انهم يكرمونا لكننا بثقافتنا رفضنا ذلك التكريم . بعد جلوسنا إلى الطاولة الجديدة التف عدد من المدرسين والمدربين الكوريون حولنا مستغربين تصرفنا ، قائلين لنا نحن نعرف انكم لا تشربون الخمور لذلك لم نجبركم لكن لماذا غادرتم طاولتكم قلنا لهم ان الإسلام لا يحرم شرب الخمر فحسب بل يحرم مشاركة شارب الخمر في جلسته . كانت هذه الحادثة مفتاحا لنقاش حول الإسلام خاصة أن اخبار العالم العربي كانت تملأ الإعلام بعد احداث الربيع العربي والذي اثر كثيرا في تكوين صورة للغرب والشرق عن الطريقة التي يفكر فيها المسلمون والعرب . بعد تلك الحادثة أصبح لدي قناعة ان العالم يحترم صاحب المبدأ حتى وان أظهر له العداء وحاول شيطنته ، فصاحب المبدأ نقي في أفكاره واضح في تعامله مع الناس دقيق وثابت في شرح وجهة نظره . نظر إلينا احد المدرسين ورمى الشوكة والسكين وبدأ يأكل بيده ربما ليوصل لنا رسالة يقول فيها انتم الاصل وطريقكم هو الصحيح .