مقالات
عبندة يكتب: سيرة المختار.. محمد عبندة المزارع الصغير
نشامى الاخباري _ مدونة ماجد عبندة
في بداية اربعينات القرن الماضي لم يكن محمد يبلغ العشر سنوات لكن اباه عبدالقادر كان يقسو عليه ويكلفه باعمال شاقة فقد كان يطلب منه ان يساعده في أعمال الزراعة كلها بالرغم من ان عبدالقادر كان كابيه شحادة يستأجر عمال ليساعدوه في الحصيدة والرجاد والدراس اما أعمال الغربلة فقد كانت تقوم بها ام محمد إضافة لانتاج البرغل والسميدة وغيرها من أعمال المنزل وإعداد الطعام وتخزينه .
في يوم صيفي قائض طلب عبدالقادر من ابنه محمد ان يركب الفرس ويذهب إلى حبكا ليطلب من خاله حسن ان يحضر إلى أرض قروق الجنوبي ليساعدهم بالحصيدة ، فانصاع محمد لأمر ابيه وتوجه إلى حبكا لم يلبث قليلا حتى لاحظ حنيشا ضخما يلاحقه فاخذ يضرب على جنبي الفرس برجليه لتسرع ولم يكن يدري ان الفرس حاملا ، حتى وصل حبكا وأخبر خاله بالموضوع عندها أسقطت الفرس حملها وكان مهرا جميلا .
مرة اخرى وفي موسم الصيفي حين كانوا يزرعون الأرض بعلا من كل أنواع الخضار كالبندورة والقثاء والباميا والكوسا وغيرها طلب الحاج عبدالقادر من محمد وأخيه احمد الذي كان يصغره بسنتين ان يذهبا إلى مقثاة غابة جرن الغزال ليحرسانها ليلا . كان في المقثاة خربوشا صغيرا يحتمي فيه الحراس ، دخلاه واغلقا بابه . في منتصف الليل جاءت الضباع تحوم حول الخربوش لكنها لم تستطع الدخول كان محمد وأحمد خائفين لكنهما كانا يتظاهران أمام بعضهما بالقوة وكلما اقتربت الضباع اكثر كانا يلتصقان ببعضهما اكثر .
كان العمل بالمقثاة يعني ان تستيقظ مع طلوع الشمس لتبدا بتلقيط الإنتاج ليتم إرساله للسوق وبيعه .
كان الناس في اربد لا يحبون الأراضي القريبة من وسط البلد لأنها لا تصلح للزراعة فيعبث بها الاطفال وتدوسها الحيوانات وقد تتعرض للسرقة او الحريق لذلك كانوا يزرعون الأراضي البعيدة ويتبعون في ذلك دورة زراعية يدخل فيها القمح ثم البقوليات فالمقاثي او الكراب . لذلك كانت أراضيهم كثيرة الخصوبة قليلة الأمراض وانتاجهم وفير . لم يكن في اربد مزروعات تروى الا بماء السماء لذلك كان موسم المطر بالنسبة لهم موسم خير وبركة وكانوا يغنون للمطر عندما يهطل
اشتي وزيدي …. اشتي وزيدي
بيتنا حديدي …. بيتنا حديدي
انا والبنا عمرناه ….
ايده بأيدي …. ايده بايدي
اشتي وزيدي