نشامى الاخباري_ ماجد عبنده
للسفارات دور مهم في حماية مصالح رعاياها وتقديم الخدمة لهم مهما كان حجم او وضع المواطن في منطقتها ، لكن بعض موظفي السفارات يفهمون معنى التمثيل الدبلوماسي بطريقة أخرى بعيد كل البعد عن حماية المصالح او تقديم الخدمة فهم يقومون فقط بالاستفادة من وجودهم في الخارج لاستخدام الحقيبة الدبلوماسية لاغراضهم الشخصية وتحسين أوضاعهم المالية .
المواطن المغترب لا يلجأ إلى سفارة بلدة الا مضطرا لانه لا يجد الوقت الكافِ لكنه ان وصلها يندم على ذلك.
اذكر انه اثناء دراستي الجامعية في الخارج في ثمانينات القرن الماضي راجعت السفارة هناك ولفت نظري وجود مجموعة من الصحف الاردنية موضوعة على طاولة المستشار الثقافي فسال لعابي وتمنيت الحصول على واحدة منها الا ان كشرة المستشار منعتني من الحديث فقلت لعل هذا شكله الطبيعي فتجاسرت وطلبت منه نسخة فنهرني قائلا:”هاي الجرايد للسفارة مش للتوزيع” فاسقط في يدي ورجعت الى كليتي خالي الوفاض مكسور الخاطر قائلا: الله يسامح الي عينه مستشار ثقافي .
ومرة أخرى راجعت السفارة بلهفة لابلغهم عن ضياع جواز سفري لكنهم لم يبدو اي اهتمام ؛ فقط قال لي موظف الاستعلامات : ليس لنا علاقة اذهب لمركز الشرطة وسجل بلاغ بذلك . لقد كنت خائفا ؛ ففقدان الجواز قد يسبب لي مشكلة ان وقع في يد شخص يستخدمه في جريمة او عمل تخريبي لكنهم قابلوني بمنتهى البرود وعدم الاهتمام .
قد تكون الأوضاع الان تغيرت للأفضل لكنها صور ما زالت بالذاكرة لم يستطع الزمن محوها .