نشامى الاخباري _ مدونة ماجد عبندة
قد تكون الحلوى العراقية الاولى، كنا نسميها في الاردن (المنوى السلوى). عرفتها لاول مرة في عقد السبعينات من القرن الماضي فقد كان خالي المرحوم باذن الله رضوان عبندة يحضرها من العراق كلما عاد للاردن في إجازته الدراسية وكنا نذهب مع امي الى بيت جدي لنسلم عليه وناكل تلك الحلوى الغريبة . ولكنها بعد عام ١٩٨٢ وبعد أن سافرت للدراسة في بغداد اصبحت معشوقتي التي لا تفارق حقيبة السفر في كل مرة اعود فيها للاردن. كان الاهل والاقارب يحبونها وينتظرون عودتي بفارغ الصبر ليأكلوا منها حتى ان امي رحمها الله لم تكن ترمي الطحين الذي كان يحفظها بل تنخله وتصنع منه الكيك وخلافه. كان في بغداد محلات كثيرة تبيعها كالشكرجي والخاصكي والصباغ الا ان اشهرها بالنسبة لنا كان نعوش في الاعظمية حيث كان الطلبة الاردنيين يتزاحمون على باب محله منذ الصباح ليحجزوا كمياتهم قبيل سفرهم في نهاية العام الدراسي . (من السما) اصلها من منطقة كردستان في شمال العراق لان مادتها الاصلية تتكون على الاشجار في قمم الجبال لذلك معظم الحلويات التي كانت تصنع في بغداد وغيرها ما هي الا تقليد للحلوى الاصلية . في احد الايام اهداني صديقي هوراز الحويزي صندوقا خشبيا فيه حلوى فاخرة احضرها معه من اربيل، فلما تذوقتها انستني كل الحلويات التي سبقتها . الان وبعد اكثر من ٢٠ عاما على اخر زيارة لبغداد احن الى تلك الحلوى واشتهي تلك الاجواء العابقة بالاصالة والعراقة اعاد الله لنا تلك الايام الجميلة .
ملحوظة: بما ان البغددة اخذت من بغداد فلا بد من ان العراقة اخذت من العراق