نشامى الاخباري _ عبير كراسنة
أثارت عودة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض العديد من التساؤلات على الساحة الدولية، وسط شعور بالقلق من التحولات المرتقبة.
و بعد أداء ترامب اليمين الدستورية في مبني الكابيتول ليصبح الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة، تسود حالة من الترقب والتكهنات بشأن سياسته خلال الـ 4 أعوام المقبلة.
ويقدم الخبراء على طاولة “نشامى” مجموعة من التحليلات للمشهد السياسي والاقتصادي عقب عودة ترامب للرئاسة وتداعياتها في الشرقالأوسط والعالم.
عودة ترامب.. حدث تاريخي يثير القلق
قال الخبير الاقتصادي حسام عايش، إن عودة دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية مع أفكاره وسياساته ووعوده الانتخابية المعلنة، يجعل العالم يتكيف على وقع هذه السياسات الترامبية الجديدة، سواء كانت اقتصادية أو التجارية أو الأمنية حتى السياسية ومن ضمنها الشرق الاوسط، مضيفا أن ترامب يتجه نحو سياسات تسمى اقتصادية تتضمن تشجيع الصناعات الأمريكية والاداء الاقتصادي الداخلي الأمريكي، من خلال فرض رسوم على المستوردات الخارجية سواء من الصين أو من دول العالم، مما سيؤثر على صادرات الدول إلى السوق الأمريكي.
وأضاف عايش في حديثه لـ“نشامى“، أن السياسات الأمريكية الجديدة وخصوصا في مجال المساعدات الانمائية والمساعدات الدوليةالمختلفة بدأت مراجعتها لقراءة ودراسة اثارها، مما يؤثر على الالتزامات الأمريكية بالمساعدات والمنح للدول المختلفة، مبينا أنه سيكون لهتداعيات في الدول التي ربما تتأثر المساعدات الأمريكية اليها، حال ما أعيد النظر ببعضها.
وأشار إلى، أن ترامب أعلنها بعودة “أمريكا عظيمة وأمريكا أولا“، ويكون معيارها بمقدار من سيخسر ومن سيربح له علاقة بمعيار المصلحةالأمريكية والعائد على الولايات المتحدة.
عهد ترامب.. حروب تجارية عالمية
وتابع:”ربما سنشهد حروب تجارية عالمية بين الولايات المتحدة وأمريكا وبين الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وفي المقابل ومع اعطائه أو رفع القيودعن انتاج النفط في أمريكا والنفط الصخري، وهذا يعني أن السوق العالمية ستكون فيها نفط يزيد عن الطلب وربما سيخفّض من أسعارالنفط، وسيكون في صالح الدول المستوردة منها الأردن مثلا“.
وفيما يخص الأردن، قال عايش، إنه يتمتع بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة، ولكن عودته إلى الرئاسة في هذه الأوقات تحمل أجندة أمريكيةخالصة، لزيادة معدلات دخل الأمريكيين، مضيفا:” كأن العالم سيدفع ثمن هذه السياسات التي تستهدف رفع مستوى المواطن الأمريكيوعلى حساب العالم“.
الأردن والاقتصاد.. مصالح وحذر
وبين، أن الاردن يبقى جزءا من استقرار المنطقة، وهذا الاستقرار يراهن عليه ترامب باعتباره أعلن عن عدم حروب في المنطقة، بالاضافة إلىأن الأردن سيكون مهما في تأكيد على فكرة ترامب، معتقدا أن الاردن لن يتأثر بسياسات ترامب الجديدة.
ودعا عايش، للحذر من السياسية الأمريكية الجديدة، ويكون الأردن قادر على تطوير سياسات اقتصادية يعتمد فيها أكثر على الذات لمواجهة متغيرات قد تحدث بين لحظة وأخرى، نظرا لكون الرئيس ترامب من الصعوبة بمكان التكهن عن مواقفه وردود فعله الخارجية، إضافة إلى اتخاذه قرارات في مجالات أخرى تؤثر على العلاقات الأردنية الأمريكية.
ملفات ترامبية سياسية.. العالم والشرق الاوسط
وقال أستاذ العلوم السياسية الدكتور الحارث الحلالمة، إن عودة ترامب للرئاسة تحمل العديد من القضايا السياسية الهامة والتي تحدث عنها،أولها الداخل الأمريكي وكيفية الانكفاء الأمريكي في المرحلة القادمة، خصوصا فيما يتعلق بقناة بنما، إضافة إلى اصلاح أخطاء نظام الإدارة الامريكية السابقة.
وأضاف الحلالمة ل “نشامى“، أن هناك العديد من الملفات تتعلق بالشرق الاوسط، كما أن ترامب يسوق نفسه كرجل سلام ويتعاطى معملفات مختلفة أهمها قضية الحرب “الاوكرانية الروسية“، وذلك بحسب التنسيق الذي أعلن عنه بينه وبين الرئيس الروسي، بالإضافة إلىتخفيف الدعم لاوكرانيا على اعتبار أن الولايات المتحدة الامريكية هي أكبر داعم لها في حربها ضد روسيا.
ترامب والشرق الأوسط..
فيما يتعلق بالشرق الاوسط وفي الاقليم، بين الحلالمة، أن هناك شرق أوسط جديد مع عودة ترامب، قائلا: “الطاولة نظيفة أمامه للعديد منالمسائل“.
وأوضح، أن ملف حزب الله ليس كما هو في السابق بعد تعرضه لضربات موجعة وبالحرب التي استنزفت قدراته، ووجود رئيس لبناني جديد،أما سوريا ليست “سوريا الأمس“، بعد سقوط بشار الأسد الذي كان يعطي موطأ قدم لروسيا في سوريا إلى أن انتهى وهو كان بمثابةالشريان الذي يغذي حزب الله في لبنان.
أما ايران والتي عانت مرارا وتكرارا من الضربات الموجعة لمحور المقاومة في العديد من المناطق العربية، وفقدت الكثير من قدرتها على المناورةفي جانب المفاوضات، موضحا أن اوكرانيا بدأت تغزل سياسيا مع الولايات المتحدة لدخول مفاوضات فيما يتعلق ببرنامجها النووي وهذايرتبط بالتيار الاصلاحي الموجود في سدة الحكم في ايران.
وحول القضية الفلسطينية، يعتقد الحلالمة أن ترامب يحاول ضم الضفة الغربية وسيصدر قرار في الأيام القادمة متعلق في هذا الجانب،وسيكون دعم لا محدود لاسرائيل.
ولفت إلى، أن ترامب يريد التوسع في الاتفاقيات الابراهيمية بالشرق الأوسط، والمملكة العربية السعودية المقصودة، نظرا لكونها التي تبقتمن المحور أو الهدف المراد الوصول له من قبل ترامب.
ترامب.. رجل السلام بين التصريحات والتناقض
وتابع: “أن هناك نوع من التناقض بين تصريحات ترامب كرجل سلام وضم الضفة الغربية وبنفس الوقت يريد فرض سلام في المنطقة وتوسعالاتفاقيات الابراهيمية، وادماج اسرائيل في محيطها العربي بدءا من بوابة هذه الاتفاقيات وصولا إلى التطبيع وادماجها في المجتمع“.
واختتم الحلالمة حديثه، بأن الفترة القادمة تتعلق بشكل كبير جدا في العديد من التفاهمات بالمنطقة، وإعادة رسم للعديد من العلاقات فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.