نشامى الاخباري ـ وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، رفض إسرائيل حل الدولتين بأنه “غير مقبول” ومن شأنه أن يطيل امد الحرب في غزة.
وقال غوتيريش في مداخلة خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي إن ما سمعناه “الأسبوع الماضي من رفض صريح ومتكرر لحل الدولتين على أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية غير مقبول”.
وأضاف الأمين العام “هذا الرفض والإنكار لحق الشعب الفلسطيني بأن تكون له دولة من شأنه أن يطيل إلى أجل غير مسمى أمد نزاع أصبح يشكل خطرا بالغا على السلم والأمن الدوليين”.
وشدّد على أن هذا الأمر من شأنه “أن يفاقم الاستقطاب وأن يشجّع المتطرفين في كل مكان”.
وأبدت دول عدة أعضاء في مجلس الأمن تمسّكها بـ “حل الدولتين”، لا سيما روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الذي ترأّس الجلسة “أقول لإسرائيل التي تعرف صداقة الشعب الفرنسي، إنه يجب أن تكون هناك دولة فلسطينية، وإن العنف ضدّ الشعب الفلسطيني، وخصوصا من جانب مستوطنين متطرفين، يجب أن يتوقف، وإن القانون الدولي ملزم للجميع”.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي أوزرا زيا “إنها قناعة راسخة لدى الرئيس الأميركي أنّ (حلّ) الدولتين، مع ضمان أمن إسرائيل، هو السبيل الوحيد لسلام دائم”.
وترفض حكومة الاحتلال الإسرائيلية البحث في “حل الدولتين”، في موقف يثير غضب المجتمع الدولي، وقد جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي التأكيد على معارضته أي “سيادة فلسطينية”.
وكان قد شدّد على “وجوب أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية” على غزة والضفة الغربية المحتلة.
وقال غوتيريش “يجب وضع حد للاحتلال الإسرائيلي”، مجدّدا الدعوة لـ “وقف إطلاق نار إنساني فوري”.
ومنذ السابع من تشرين الأول الماضي، اندلعت الحرب على قطاع غزة مع شن حركة حماس هجوما “غير مسبوق” على أراضٍ فلسطينية تحتلها إسرائيل، حيث أدت إلى استشهاد أكثر من 25 ألف فلسطيني في القطاع المحاصر.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن “سكان غزة يواجهون تدميرا على مستوى وبوتيرة غير مسبوقين في التاريخ الحديث … لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إنّ إسرائيل تقصف غزة “من دون أيّ اكتراث على الإطلاق لحياة المدنيين”.
وتابع “الوقت ينفد منا… وهناك خياران: انتشار النار أو وقف إطلاق النار. إنّ البديل عن الحرية والعدالة والسلام هو ما يحدث الآن… يجب أن نتأكد من وقف ذلك الآن ويجب أن نتأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى أبدا”، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
من جهته شنّ السفير الإسرائيلي جلعاد إردان هجوماً على إيران، وقال “إذا استمر مجلس (الأمن) بالتركيز حصراً على المساعدات لغزة، على أهميتها، وبتجاهل جذور التهديد الخطير للشرق الأوسط والعالم أي التهديد الإيراني، فسيكون مستقبلنا الجماعي مستقبلاً شيعياً قاتماً”.
من جهته اتّهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة بإعطاء إسرائيل تفويضا “بعقاب جماعي للفلسطينيين” من خلال عرقلتها في المجلس “كل الجهود والمبادرات الرامية إلى وضع حد للمجزرة”.
أ ف ب