نشامى الاخباري _ محمود حميد التهتموني
في زمنٍ تزدحم فيه الشاشات وتتسابق الأخبار، وتختلط فيه النوايا أحياناً ببريق الظهور، يبقى هناك صدىً واحداً يجب أن يعلو فوق كل شيء: صوت غزة هاشم. هذا الصوت ليس مجرد نداء استغاثة، بل هو نداء شرف وواجب علينا جميعاً. “مساعدة أهلنا في غزة شرف مش مَنّة، وما بنعلّي صوتنا بتقديمها لأنه الإخلاص بفعل الخير ما بده تصوير ولا تفاخر. دعمنّا إلهم بقلوبنا قبل جيوبنا، والله وحده اللي بيشهد.” هذه الكلمات ليست مجرد عبارة عابرة، بل هي بوصلة إنسانية توجهنا نحو المعنى الحقيقي للعطاء.
إن قضية غزة ليست مجرد حدث عابر في نشرات الأخبار، بل هي قضية وطن وشعب يعاني ويقاوم. هم أهلنا، لحمنا ودمنا، وجعهم وجعنا وفرحهم فرحنا. عندما نمد يد العون لهم، فإننا لا نُمنّ عليهم بفضلٍ أو إحسان، بل نؤدي واجباً إنسانياً وأخلاقياً يمليه علينا الضمير. هذا الفعل السامي لا يحتمل التباهي ولا يتطلب عدسات الكاميرات لتسجيله، لأن قيمته الحقيقية تكمن في نقاء النية وصِدق العطاء.
في زحمة الحياة الرقمية، أصبح كثيرون يخلطون بين فعل الخير واستعراضه. تجد من يُعلن عن كل تبرع صغير، ويُصور كل مبادرة، وكأن الهدف الأسمى هو الحصول على الإعجاب والثناء، لا إغاثة الملهوف أو سد حاجة المحتاج. وهذا يتنافى تماماً مع جوهر العمل الخيري الذي يُثمر عندما يكون خالياً من الشوائب والرياء. الخير الحقيقي هو الذي يُقدم في الخفاء، تبتغي فيه وجه الله ورضاه، فالله وحده هو من يُجازي على النوايا الصادقة والأفعال الخالصة.
إن دعم غزة ليس مجرد إرسال معونات مادية فحسب، بل هو دعم روحي ومعنوي أيضاً. هو أن نشعر بآلامهم، وأن نكون سنداً لهم بقلوبنا قبل جيوبنا. هو أن نُبقي قضيتهم حية في أذهاننا وفي صلواتنا. فالإخلاص في الدعم لا يقاس بحجم التبرع، بل بعمق الإحساس والنية الصادقة التي تدفعنا للعطاء. غزة تحتاج منا عملاً لا قولاً، إحساساً لا استعراضاً، ودعماً ينبع من أعماق الروح ولا يبحث عن تصفيق الجماهير.
دعونا نتذكر دائماً أن ما نقدمه لأهلنا في غزة هو جزء من واجبنا تجاههم وتجاه قضيتنا العادلة. فليكن عطاؤنا صامتاً، نقياً، بعيداً عن ضجيج الظهور، ولنترك شهادة الإخلاص لله وحده، فهو خير الشاهدين على النوايا والأفعال.
“باختصار استخدام الترند جاكينج( #Trendjacking )في مأساة تجويع غزة قد يحوّل عمق الألم الإنساني إلى مجرد محتوى رقمي عابر، يُستهلك ويُنسى مع تغير الهاشتاجات، مما يهدد بتشتيت التركيز عن جوهر القضية وتقليل الزخم الحقيقي المطلوب لإنهاء المعاناة.”
يعني باختصار بطلع ترند جديد بروحو نفسهم اللي استخدمو ترند وركبو الموجه بعملو ع اشي جديد شو ما كان وبروح ترند الجوع لا حول ولاقوة الا بالله .
مستشار المبيعات والتسويق :
CEO CROWN MEDIA
محمود حميد التهتموني