نشامى الاخباري _ مدونة ماجد عبندة
عام ١٩٨٢ كان عاما مفصليا بالنسبة لي ففيه أنهيت الثانوية العامة بمعدل ٧٩.٤ وهو اقل معدل احصل عليه خلال مسيرتي المدرسية التي امتدت لاكثر من ١٢ عام ، وكان لهذا المعدل أسبابه فقد تم تغيير اكثر الأساتذة المميزين الذين غادروا المدرسة الثانوية او حتى الأردن إلى الدول العربية المجاورة فقد تركنا استاذ اللغة الانجليزية (محمد مناصرة) والكيمياء (محمد الدقة) والرياضيات (ابراهيم قريش) في وقت كنا بحاجة ماسة لكفاءتهم ولم يكن الأساتذة البدلاء بنفس المستوى في ذلك الوقت .
في الثمانينات لم تكن الدروس الخصوصية قد انتشرت بين الطلاب وكان الطلاب الضعفاء هم فقط من يلجأ اليها ولم تكن الا لبعض التخصصات كالرياضيات واللغة الانجليزية وقليل جدا للفيزياء لذلك لم يكن من السهل اقناع اهلي بحاجتي لأخذ دروس خصوصية لكنني مع ذلك سجلت باحدى المجموعات وبدأت باخذ دروس خصوصية لمادة الرياضيات مع الاستاذ مصطفى جمعة .
بعد انتهاء امتحانات الفصل الأول وظهور النتائج شعرت انني لا بد أن اعتمد على نفسي في الفصل الثاني فلم أكرر تجربة الفصل الأول خاصة أن العلامة كانت في الرياضيات كاملة . كان الطلاب ملتزمين بالدوام طوال الفصل ونسبة الغياب قليلة جدا فقد كان استاذ المدرسة هو المرجع الأول والأخير للطالب فليس هناك مراكز او دوسيات وملخصات والقليل جدا من يأخذ دروسا خصوصية . انتهى العام الدراسي ومكثت انتظر انا واختي نتائج الامتحانات فقد أعادت التوجيهي معي .
عندما ظهرت النتائج بالنجاح لي ولها كانت الفرحة في بيتنا كبيرة ، بدأت بعدها خيارات الدراسة الجامعية وكان لي اكثر من خيار اولها الدراسة في الأردن او العراق او سوريا او إيطاليا . اما اختي فكان خيارها الوحيد جامعة اليرموك والذي تحقق حين سجلت بكلية العلوم والاداب بتخصص علوم الأرض الا انها لم تستمر فحولت للغة العربية .
منذ البداية كنت أرفض التفكير بالدراسة في سوريا لذلك أسقطت هذا الخيار ، اما الدراسة في جامعتي اليرموك والاردنية فكان يلزمها تقديم طلبين منفصلين وبعد ظهور نتائج القبول قبلت في اليرموك اقتصاد وأما الاردنية فلم يأتيني منها اي شيء (قد يكون سوء اختيار) .
بعد عودة ابي وامي من إيطاليا بعد حضور حفل زفاف عمي هناك كانت القناعة لديهما الا اسافر إلى إيطاليا .
لذلك لم يعد لدي خيارات الا الدراسة في اليرموك او انتظار قبول العراق وقد فضلت الخيار الثاني لاني لم أكن أرغب بدراسة الاقتصاد لذلك لم اسجل في الجامعة وبقيت انتظر الفرج .
في نهاية شهر تشرين الثاني وصلتنا برقية من ابن عمتي في بغداد تقول : (لقد قبلت في كلية الزراعة ، تحياتي للجميع) ، ولأن البرقية غير مشكلة فقد قرأتها (لقد قبلتُ في كلية الزراعة) لقد كان ابن عمتي يدرس في معهد التكنولوجيا في بغداد وكان يفكر ان يكمل دراسته في الجامعة فظننت انه قُبل بكلية الزراعة ولم افكر للحظة ان الخبر يخصني فقد كنت بانتظار القبول بكلية الهندسة ، بعد التأكد من البرقية وان المقصود فيها انا بدأت في صراع مع نفسي هل اذهب ام لا ، وما هذه الزراعة التي سادرسها ؟
بعد أخذ ورد وحوار مع الاهل والمحبين استقر الرأي على أن اسافر إلى بغداد وهناك اقرر ان كنت ساستمر او سأحاول التحويل لكلية أخرى ، وهكذا كان .