
مقالات
عبنده يكتب: ذكريات عراقية.. بماطة
نشامى الاخباري _ مدونة ماجد عبندة
في ثمانينات القرن الماضي (1985) وأثناء دراستي في كلية الزراعة بجامعة بغداد زرت احد البيوت الزجاجية التي كانت تُجرى بها الأبحاث العلمية للاساتذة وطلبة الدراسات العليا ، لفت نظري بعض النباتات الغريبة والمزروعة في عبوات زجاجية فقد رأيت نباتا ينتج في مجموعه الخضري ثمار البندورة (الطماطة) وفي جذوره نبات البطاطا (بوتيته) فاستغربت وسألت مرافقي عن ذلك فقال هذه تجارب يجريها الأساتذة على تطعيم الخضار من نفس العائلة وقد نجحت الفكرة بانتاج نبات ال (بماطة) كما سموه ، والان تدرس جدواه الاقتصادية ومدى تطبيقه على نباتات اخرى .
في نفس البيت الزجاجي كانوا يجرون تجارب اخرى على زراعة نبات الخيار في الماء (بدون تربة) وطبيعة الحال كانت هذه التجارب لا تتعدا باب البيت الزجاجي لان الاعتقاد السائد حينها انها (هرطقات) علماء واعمال بلا جدوى فكلفتها عالية جدا ومخاطرها كبيرة فهي تحتاج خبرة كبيرة في تحضير السائل المغذي وضبط كميات العناصر الغذائية فيه .
مرت الايام وعملت في مركز البحوث الزراعية في دير علا وشاركت في عام 1999 بمشروع استخدام بدائل بروميد الميثيل وهو غاز سام يستخدم لتعقيم التربة من الكائنات الممرضة وقد وجد انه يؤثر على طبقة الأوزون فقررت منظمات دولية الاستغناء عنه وإيجاد افضل البدائل له ، وكان من ضمن البدائل الزراعة المائية (hydroponics) وتطعيم الخضار (Vegetable grafting) .
اليوم تغزو الزراعة المائية كل العالم وتظهر أشكال وطرق مختلفة لها فقد وجد انها توفر الماء والسماد والمبيدات وأن التكاليف العالية ما هي الا في تأسيس المشروع . اما التطعيم فقد صار الأسلوب الامثل لمقاومة آفات التربة في حقول البطيخ وأصبح البطيخ المطعم على القرع هو السائد وقد صنعت آلات ميكانيكية لتساعد المزارعين وأصحاب المشاتل على التطعيم السريع للخضار .
لقد كتبت هذا المقال لابين كم كان العراق عظيما وكم كان متطورا علميا وتقنيا فقد كان يسبق الجميع في تجاربه العلمية ويستفيد من كل تقدم وإنجاز في كافة المجالات .





