نشامى الاخباري _ مدونة ماجد عبندة
في ثمانينات القرن الماضي وأثناء دراستي في بغداد كان اهلي يطلبون مني إحضار اشياء مخصصة من العراق كمن السما والتمر المحشي بالمكسرات ورز العنبر وبعض البهارات الخاصة اما امي فكان مطلبها دائما علكة البطم والتي تعرف بالعراق (علج ماي) التي لا توجد الا في العراق لذلك كان لا بد من زيارة سوق الشورجة في كل مرة أنوي فيها السفر إلى الاردن .
لم أكن اعرف شيئا عن علكة البطم الا انها ذات طعم مختلف عن الأنواع الأخرى وانها غير مصنعة وليس فيها سكر ، لكني علمت ان علك الماي هو في الأصل مادة صمغية تستخرج من احد اصناف اشجار البطم الذي يكثر في منطقة كردستان شمال العراق ، حيث يعمد المزارعون على وضع جرون طينية على الساق الرئيسي للشجرة تم يحدثون جروح في لحائها فتقوم بافراز تلك المادة الصمغية والتي تجمع ثم تغلى بالماء إلى أن يتحول لونها إلى اللون الأبيض وتكون ذات رائحة طيبة وطعم محبب ، ثم تفرد وتقطع وتغلف لتباع للناس في الاسواق ،
لقد عرف الناس علك البطم او العلكة العربية قديما قبل ان تبدأ المصانع بانتاج انواع العلك الذي يحتوي على اصباغ ونكهات صناعية وسكر وقد عرفت العلكة العربية بفوائدها الطبية والصحية للمعدة والقولون وسلامة اللثة والأسنان .
في سوق الشورجة الذي يمتد من شارع الرشيد إلى شارع الخلفاء ينتشر البائعون للتوابل والمواد الغذائية وبائعات الجبن واللبن ومحلات بيع الأدوات المنزلية والإكسسوارات والألعاب وكل ما يخطر ببالك ، في وسط الطريق تجلس سيدة متلحفة بعباءتها السوداء أمامها وعاء به ماء ومادة بيضاء مطاطية القوام اسمها (علج ماي) هكذا تسميها ، عندما تقترب منها تطلب منها ان توزن لك ربع كيلو فتأخذ من قطعة جافة وكأنها لوح من الصابون المصنوع من زيت الزيتون الصافي تكسر لك جزء منها وتزنها وتضعها في كيس من البلاستيك .
بعد عودتي من بغداد كانت امي تبحث في اغراضي عن مطلبها الأساسي(علكة الماي) لتقسمها وتوزعها على البنات والصديقات ويستمر فرحها لحين عودتي القادمة .
