أخبار نشامى

خبير عسكري لـ”نشامى”: قرار عودة خدمة العلم يعكس بُعد كبير ومهم في إعداد المجهود الحربي للدولة الأردنية

نشامى الاخباري _ عبير كراسنة

قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد رزق الخوالدة، إن ما صرح به سمو الامير الحسين بن عبدالله، ولي العهد الامين، حول إعادة خدمة العلم في الأردن، جاء في وقت مناسب وملائم، حيث يعكس بعد كبير ومهم جدا في إعداد المجهود الحربي للدولة الأردنية، على مستوى مسرح العمليات الأردني، وخاصة في موضوع القوة البشرية، ورفع الروح الوطنية، والمستوى العسكري لشباب الأردن، في أن يكون هذا الشباب مؤهل علميا وعمليا ووطنيا في مواجهة كافة التحديات التي قد تواجه الدولة الأردنية.

جذورها ضاربة في التاريخ

وأشار العميد الخوالدة خلال حديثه لـ”نشامى”، إلى أن تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بنامين نتنياهو حول “إسرائيل الكبرى”، مشينة ومسيئة، والذي يعاني من اضطرابات سياسية وطنية كبيرة في إسرائيل، وتُرى في شخصية رئيس الوزراء وما تعانيه إسرائيل في الداخل، مبينا أن نتنياهو يحاول من خلال هذه التصريحات التنفيس عن الضغط الموجود داخل اسرائيل والمناداة ببعض الأبعاد الدينية التاريخية.

وأضاف: نقول لنتنياهو إن الدولة الأردنية جذورها ضاربة في التاريخ، فاذا كانت اسرائيل تعود إلى 1917 ووعد بلفور، فالأردن بقيادتها الهاشمية وريث الرسالة النبوية، للنبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى أن الأردن وريث للثورة العربية الكبرى التي يعود تاريخها الى جذور العرب والى تاريخ العرب، بينما إسرائيل تاريخها يزول، واذا كانت إسرائيل تطالب من النيل الى الفرات، فاننا نطالب بفلسطين أن تكون من البحر إلى النهر”.

سراب ومقابر

واعتبر الخوالدة، أنه لا شرعية للمحتل، وما يصرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي هو سراب سيتكسر على حدود الدولة الأردنية، حيث أن الأردنيين متعطشين للحرب والدفاع عن أرضهم ولقاء العدو، مؤكدا على أن الأردن سيحول كل معتدي على الحدود الأردنية إلى مقابر، ولن يجتازوا حتى شبر من الدولة الأردنية.

وبين الخوالدة، أن خدمة العلم لها العديد من الفوائد على الدولة الاردنية، حيث تمنح المخطط الأردني على المستوى الاستراتيجي السياسي والعسكري مرونة وتكيف استراتيجي كبير، والقدرة على مواجهة المواقف النمطية والغير متوقعة في الظروف المتغيرة بالبيئة الاستراتيجية، والاستغلال الأمثل للامكانيات الوطنية، بالإضافة إلى تنوع وتعدد الخيارات والبدائل للدولة الاردنية.

الشباب الأردني

وتابع، سيكون هناك جاهزية وجهوزية للقوى البشرية بشكل مباشر، ورفع الروح الوطنية للدولة الأردنية والمواطن الأردني، وتعزيز القدرات للمجتمع الأردني، والأهم رفع سوية الشباب الأردني بأن يكونوا على مستوى التحديات التي تواجه الدولة الأردنية.

ولفت العميد الخوالدة، إلى أن خدمة العلم تمنح الدولة الأردنية قدرة على تحويل التحديات إلى فرص، وتحويل كافة الامكانيات الوطنية بأن تكون بيد صانع القرار الاستراتيجي في التوجه بالقوى البشرية، بالشكل الذي يريد وبالتوقيت المناسب وبالسرعة الممكنة، وبالتالي إيجاد معين واسع من القوى البشرية أن يكونوا رديف في القوات المسلحة الأردنية.

 

بدوره، قال رئيس تجمع إربد للمتقاعدين العسكريين العميد الركن المتقاعد محمد مناجره، إن إعادة تفعيل خدمة العلم، والتي أعلنها سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، خلال اجتماعه بعدد من الشباب في محافظة إربد، تحمل في طياتها رسالة وطنيه استراتيجية واضحة المعالم، مفادها التركيز على أهمية دور الشباب في صناعة وترسيخ الأمن الوطني بكل أبعاده، الأمنيه، والثقافية، والاجتماعية، إضافة إلى المساهمه في بناء الوطن، وتحصين جبهته الداخلية، وذلك من خلال صقل قدراتهم الفكرية والجسدية بما يخدم الأهداف الساميه في بناء مؤسسات الوطن والدفاع عن مقدراته وسيادته، بامتلاك القدره النفسية والبدنية والعقائدية وتوفير الأدوات الفاعله لتحقيق ذلك .

قيادات المستقبل

وأكد مناجره خلال حديثه لـ”نشامى”، على أن قرار إعادة تفعيل خدمة العلم في هذا الوطن العزيز لم يكن ترفا اداريا مستعجلا، لكنه جاء بعد دراسة متأنية مستفيضة ومتمحصة، وشعورا بالمسؤولية الوطنية، وايمانا راسخا في بناء قيادات المستقبل من الشباب على أسس راسخه من الولاء والانتماء وتحمل المسؤولية وتحقيق الذات، في أهم وأشرف وأنبل مدارس وميادين صناعة الرجال ، ميادين القوات المسلحه الاردنيه الباسلة.

قرار حكيم ووطني

وأشار إلى، أن هذا القرار الحكيم جاء في ظروف استثنائية وبالغة الدقة، يمر بها الأردن وسط تهديدات بالغة الخطورة، حيث يجب أن نأخذها على محمل الجد، ونكون على أكمل وجه من الاستعداد النفسي والبدني والمعنوي والمعرفي والمهاري، الذي يتمكن من خلاله الشباب بشكل خاص من المساهمة بالوقوف في وجه هذه الأطماع والمخططات الخبيثة.

وأوضح مناجره، أن هذا القرار الوطني بامتياز، والذي جاء بتوجيهات ملكية سامية، أثلج صدورنا وبعث فينا الأمل والطمأنينة، بتحقيق بناء سليم ومتين للأجيال القادمة من كافة النواحي، مبينا أن القرار يخلق القدرات والمهارات في بناء الشخصيات القيادية، والايادي المنتجة والعقول المبدعة، في ظل الكثير من المعطيات والمؤثرات والانفتاح اللامحدود على فضاءات، تعددت بها الثقافات، وكثرت فيها الإشاعات، وزخرت بأبواق الدعاية والتوجيه الممنهج، الذي يستهدف فئة الشباب بشكل خاص، لتحييد اهتماماتهم وتوجيهها خارج دائره الاهتمام الوطني بما يخدم مصالح الأعداء والمتربصين.

قلعة صمود وتحدي

وقال: “إننا على ثقة مطلقة بشبابنا الواعي المنتمي لوطنيه وقيادته، بأنه التقط هذه الرسائل الوطنية الوجودية ، بكل ابعادها وأنهم ينظرون وينتظرون بكل شوق وشغف بأن يكونوا بين رجال القوات المسلحة، في ميادين التدريب، ميادين الشرف والرجولة، ينهلون من معين فكرهم الوطني وخبرتهم الكبيرة، وقدراتهم في التدريب على السلاح، ومهارة الميدان وكل المتطلبات العسكرية اللازمة.

واختتم مناجره حديثه، يبقى هذا الوطن الغالي قلعة صمود وتحدي تتحطم على إرادة أبناءه أطماع الطامعين، بقيادته الهاشمية الحكيمة، وعلى رأسها حامل الراية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين.

ولي العهد: يجب تهيئة الشباب ليكونوا جاهزين لخدمة الوطن والدفاع عنه

وقال سمو ولي العهد خلال إعلان عودة خدمة العلم، إنه يجب تهيئة الشباب ليكونوا جاهزين لخدمة الوطن والدفاع عنه، مضيفا أن كل من انخرط في برنامج خدمة العلم يعي أهمية هذه التجربة.

وأكد سموّه أهمية البرنامج في تعزيز الهُوية الوطنية وارتباط الشباب بأرضهم، مشيرا إلى أن الخدمة برفقة نشامى القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي تسهم في صقل الشخصية والانضباط.

وأشار سموه إلى أنه أوعز للحكومة منذ مدة للعمل مع شركائها لتطوير برنامج خدمة العلم، الذي سيخضع لسلسلة من الإجراءات وفق جدول زمني واضح، ليتم الإعلان عن تفاصيله.

الحكومة: تنفيذ برنامج خدمة العلم مطلع العام المقبل

من جابنه، قال رئيس الوزراء جعفر حسان إن الحكومة ستستكمل عملها في هذا البرنامج بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، ليبدأ تنفيذه مطلع العام المقبل، وستخصص الموارد اللازمة له من بند النفقات الطارئة لهذا العام للتجهيز لهذا البرنامج، وكذلك في موازنة عام 2026، وسيتمّ توضيح جميع التفاصيل المتعلّقة بالبرنامج، الذي سيطبَّق بالتدرُّج، خلال الأسابيع المقبلة.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن الحكومة سترسل إلى البرلمان، وبصفة الاستعجال، مشروع التعديلات اللازمة على قانون خدمة العلم والخدمة الاحتياطية، فور انعقاد الدورة البرلمانية المقبلة.

ناطق الحكومة: لا استثناءات من خدمة العلم 

بدوره، قال وزير الاتصال الحكومي الناطق باسم الحكومة محمد المومني، أن البرنامج سيشمل مسارين أساسيين؛ المسار العسكري الذي يشكّل غالبية التدريب، والمسار المعرفي النظري الذي يقدمه مختصون مدنيون في مجالات معرفية واقتصادية وثقافية واجتماعية، بما يضمن التكامل بين التدريب العسكري والتأهيل المعرفي.

ويستهدف البرنامج 6000 شاب أردني من الذكور مواليد عام 2007، ممن أتموا 18 عاما بحلول 1 كانون الثاني 2026، موزعين على ثلاث دفعات تضم كل دفعة 2000 مكلف. ويتم اختيار المكلفين إلكترونيا بأسلوب السحب الإحصائي المحايد وفق منهجية علمية، مع مراعاة التوزيع السكاني بين المحافظات، مع مراعاة مراعاة التوزيع السكاني بين المحافظات في تصميم النظام الإلكتروني، لذلك سيتم اختيار 300 مكلّف لكل محافظة، باستثناء عمان 1500، والزرقاء 900، وإربد 900.

الجيش: كل دورة ستستمد لثلاثة أشهر، وتحمل الرقم (54)

وأكد مدير الإعلام العسكري العميد مصطفى الحياري أن القوات المسلحة ستتولى مسؤولية تنفيذ برنامج خدمة العلم وفق أعلى المعايير التدريبية واللوجستية، في معسكرات شويعر المجهزة بكافة المرافق اللازمة للتدريب والإقامة والرعاية الصحية.

وقال الحياري إن كل دورة ستستمد لثلاثة أشهر، وتحمل الرقم (54). وسيبقى المكلفون داخل المعسكر خلال الأسابيع الأربعة الأولى، على أن تمنح لهم إجازة لمدة 48 ساعة بعد ذلك، ثم إجازة أسبوعية من مساء الخميس حتى مساء السبت.

اقرأ المزيد حول خدمة العلم:

الجيش يكشف عن تفاصيل خدمة العلم

اظهر المزيد
الداعمون:
Banner Example

نشامى الاخباري

نشامى الإخباري" هو موقع إخباري أردني متميز يقدّم لكم أحدث الأخبار المحلية الأردنية والعربية، نسعى جاهدين لتقديم محتوى إعلامي مهني وموثوق يساهم في توعية القرّاء وتوفير تحليلات موضوعية وشاملة للقضايا الراهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *