مقالات

عبندة يكتب: سيرة المختار محمد عبندة.. تاجر من حلب الشهباء

نشامى الاخباري _ مدونة ماجد عبندة

كان وقت ظهيرة حينما دخل رجل غريب إلى محلات عبندة في بداية التسعينيات كان المختار ما زال بالمحل لكنه كان يستعد للمغادرة كعادته لتناول الغداء ثم العودة بعد العصر ، لم يكن في المحل زبائن في ذلك الوقت فقام المختار من مقعده وتوجه للرجل الذي كان يلبس بدلة رسمية وربطة عنق وكان يظهر عليه الوقار والاحترام . قال له : تفضل ، اي خدمة !! أجاب : ارى انك تبيع الاصواف . قال له : نعم ، لكننا غير متخصصين فيها فهي تشكل جزء بسيط من بضاعتنا . قال له : لماذا لا تتوسع ؟ أجاب: سوق الاصواف ضعيف في اربد وهناك محلات خليفة تكفي حاجة السوق . لكنه استدراك وسأله : مين حضرتك ؟ أجاب : انا صبحي استانبولي تاجر من حلب ، كان (ابو محمد) من بين السوريين الذين لجأوا للاردن بعد الأحداث الدامية التي وقعت في الثمانينات في سوريا وراح ضحيتها عشرات الألوف من المواطنين السوريين ، لقد كان الاسطنبولي من كبار تجار الاصواف في حلب لكنه فضل ترك محلاته ومخازنه لينجو بنفسه وعائلته وكانت وجهته الآمنة هي الأردن الذي كان وما يزال حضنا دافئا لكل لاجئ يطلب الأمان هربا من الظلم والقسوة .
لقد ارتاح المختار لحديث ابي محمد وأراد ان يفتح معه خطاً تجاريا جديدا لم يطرقه سابقا فوافق على اخذ كمية من الاصواف الفرنسية التي استوردها و عرضها في محله ، فزوده بالكميات والألوان المطلوبة وبدأ بترويج البضاعة الجديدة والتي حازت على إعجاب الزبائن لجودتها وسعرها المناسب .
لقد استمرت العلاقة بين الطرفين سنوات طويلة اتسمت بالاحترام المتبادل والتعاون في المجال التجاري بالرغم من بروز معيقات لهذه العلاقة بسبب الظروف الاقتصادية والمنافسات التجارية وظهور مصادر أخرى للبضاعة ، الا ان هذا لم يلغِ المودة بين الرجلين .
الان وبعد اكثر من خمسة وثلاثين سنة ما زالت العلاقة مستمرة حتى بعد وفاة المختار واستلام اولاده دفة السفينة للابحار في عالم التجارة ، وما زال ابا محمد حافظا للود محافظا على العلاقة التاريخية التي جمعته بالمختار في يوم من الايام .

اظهر المزيد
الداعمون:
Banner Example

نشامى الاخباري

نشامى الإخباري" هو موقع إخباري أردني متميز يقدّم لكم أحدث الأخبار المحلية الأردنية والعربية، نسعى جاهدين لتقديم محتوى إعلامي مهني وموثوق يساهم في توعية القرّاء وتوفير تحليلات موضوعية وشاملة للقضايا الراهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *