نشامى الاخباري _قال مدير الإعلام العسكري، العميد الركن مصطفى الحياري، إن المستشفيات الميدانية العسكرية الأردنية تسهم في خدمة الأمن الوطني الأردني وتحقيق المصلحة الوطنية.
وفي حديثه للتلفزيون الأردني، بين العميد الحياري أن المؤسسة العسكرية إحدى عناصر القوة للدولة التي توظف عناصر قوتها كيفما تشاء في سبيل خدمة مصالحها والأمن الوطني الأردني.
وأكد أن القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي تعمل في ظروف الحرب على حشد الجهود والطاقات ومؤسسات الدولة الرسمية وغيرها كافة في سبيل التصدي للعدوان وردع التهديد.
وأوضح أن المؤسسة العسكرية تعمل في ظروف السلم على إسناد بقية مؤسسات الدولة من أجل مواصلة مسيرة التنمية وتحقيق المصالح الوطنية.
وأوضح أن المستشفيات الميدانية العسكرية إحدى وحدات القوات المسلحة، فبالتالي تعمل وقت الحرب على الانفتاح في مناطق العمليات والصراع لتقديم الخدمة العلاجية لجرحى ومصابي القوات المسلحة والمدنيين المتواجدين في مناطق الصراع.
وأشار إلى أنه وفي ظروف الأزمات ومثالها القريب أزمة كورونا، فتحت المستشفيات الميدانية في جميع الأقاليم الأردنية لتقديم الخدمات العلاجية.
“حتى في خارج الوطن تسهم المستشفيات الميدانية في دعم السياسة الخارجية للمملكة الأردنية الهاشمية”، وفق العميد الحياري الذي أكد أن “كل ذلك يعني أن هذه المستشفيات لها دو ر فاعل في خدمة الأمن الوطني الأردني”.
وزاد بأن المستشفيات الميدانية عندما تستجيب للأزمات سواء في الداخل أو الخارج، لا تكون استجابتها لحظية وإنما تعمل ضمن استراتيجية.
فلسطين
وتابع “إذا نظرنا إلى ما يحدث داخل الأراضي الفلسطينية واستجابتنا لها فهي من ضمن استراتيجية الدولة الأردنية فيها عدة مسارات عمل أو ما تسميه القوات المسلحة بـ(خطوط جهد) تهدف كلها بالنهاية إلى تحقيق هدف الاستراتيجية”.
وشدد على أن جهود الدولة الأردنية تهدف إلى دعم صمود الأهل في الأراضي الفلسطينية من أجل تحصيل كامل حقوقهم الشرعية واستعادة الأراضي المحتلة.
وقال إن على رأس مسارات العمل المسار السياسي والذي يأخذ القضية الفلسطينية ويطرحها في جميع المحافل الدولية مستفيدا من العلاقات التي تمتلكها المملكة الأردنية الهاشمية، مدللا بأن الهدف والملخص جاء بقول جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة “ستبقى فلسطين بوصلتنا”.
ولفت النظر إلى المسار العسكري الذي تتفرع منه مسارات وأبرزها؛ الجسر الجوي الذي يسيره سلاح الجو الملكي لنقل المساعدات الإغاثية والطبية العلاجية والمستشفيات الميدانية إلى منطقة الصراع، ويعمل بالتعاون مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين وبقية مؤسسات الدولة إضافة إلى الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية التي تعمل على جمع المساعدات الطبية والإغاثية وغيرها من جميع أرجاء الوطن والفاعليات الرسمية والشعبية والمؤسسات الرسمية لتقدمها بالنهاية على شكل إعانات عينية يقوم سلاح الجو الملكي بنقلها.
وأضاف أن مديرية التموين الملكي تعمل على تسيير قوافل أرضية لنقل المساعدات، “وهنا تأتي المستشفيات الميدانية التي يتم نقلها إلى أرض الصراع لتعمل على تقديم العلاج وتخفيف معاناة ومأساة أهلنا في المناطق الفلسطينية وبالتالي تحقيق هدف الاستراتيجية المتمثل بتمسك أهلنا بأرضهم حتى نيل حقوقهم الكاملة”.
غزة
وقال إن الهدف العام من إرسال المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 إلى جنوب قطاع غزة هو دعم صمود أهلنا في الأراضي الفلسطينية، ولكن إذا ذهبنا باتجاه أكثر تحديد وتفصيل فإن إرسال المستشفى فهنالك أهداف أخرى.
ونوه بأن المستشفى الميداني الأردني غزة/76 يتواجد بالجزء الشمالي من غزة، حيث يتركز القصف الإسرائيلي بهدف إرغام السكان على النزوح باتجاه المناطق الجنوبية، ما يعني موجات بشرية كبيرة تضاف إلى ما يوجد حاليا في جنوب القطاع، كما يعني عبئا إضافيا على القطاع الصحي في غزة والذي يحتاج إلى إسناد، فمن هنا جاء إرسال المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 إلى جنوبي خان يونس.
وتحدث عن رمزية إشراف سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، على عملية تجهيز وإرسال المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 لجنوبي قطاع غزة، واصفا إياها بأنها “تحمل معان كبيرة، أولها اهتمام القيادة بكسر الحصار على غزة، وأيضا بما تقدمه مؤسسات الدولة من تضحيات مثل الجسر الجوي والتبرعات بالمواد الإغاثية ونقلها وما تقوم به المستشفيات الميدانية العسكرية في هذه الأزمة”.
وأشار إلى أن سمو ولي العهد ضابط ميدان في المنطقة العسكرية الوسطى وطيار في سلاح الجو، فقيامه بهذه المهمة يجسد ويعطي دفعة معنويات كبيرة للقوات المسلحة في تنفيذ المهام والواجبات وتقديم التضحيات.
“اعتدنا في القوات المسلحة عندما نحاضر جيشنا أن نتكلم: ما في فرق بين عسكري وضابط في تنفيذ المهمة وتقديم التضحيات”، مضيفا العميد الحياري “الآن وبعد إشراف سمو ولي العهد على هذه المهمة وتنفيذها بنفسه أصبنا نقول: لا فرق بين عسكري وأمير في تقديم التضحيات وأداء الواجب بكل احترافية وإعلاء شرف الخدمة العسكرية”.
وذكر صعوبات تواجه عمل المستشفى الميداني الأردني غزة/76 في تأدية واجبه، وأن طواقمه تعمل بمعنويات عالية رغم تركز القصف الإسرائيلي على المناطق الشمالية من غزة والتي يقع فيها المستشفى.
وبين أن المستشفى الميداني الأردني غزة/76 “ليس له استثناء عن بقية المستشفيات، فمحيطه يتعرض لقصف مستمر، ومرتباته تعرضت بدورها لهذا العدوان وأصيب 7 من زملائنا الأبطال، حتى الطرق إلى المستشفى مقطوعة الآن لتتعذر سبل وصول من يحتاج إلى علاج وتلقي الخدمة”.
ولفت إلى نقص الإمدادات للمستشفى الميداني الأردني غزة/76، مبينا “نجحنا في تنفيذ إنزالين جويين لكن وللأسف ونتيجة للظروف الجوية مؤخرا وسوء الأوضاع الأمنية المتزايد، لم نستطع لغاية الآن تنفيذ الإنزال الثالث، فبالتالي فإن المستشفى الآن يعيش في حالة نقص إمدادات حادة جدا”.
5 مستشفيات في الأراضي الفلسطينية
وأكد أنه ووفقا للاستراتيجية نهتم بكل الجغرافيا الفلسطينية، ولدينا في الوقت الحالي 5 مستشفيات في الأراضي الفلسطينية؛ محطتان علاجيتان الأولى في رام الله بدأت في العام 2000 والثانية في جنين في عام 2002، وتم إرسال المستشفى الميداني الأردني “غزة/1” في عام 2009 واستمر 14 عاما وحتى الآن وصولا إلى “غزة/76″، والذي تم تعزيزه يوم أمس بالمستشفى الميداني الخاص/2، والأسبوع الماضي تم إرسال مستشفى ميداني إلى نابلس التي تعتبر الوحيدة في الجغرافيا الفلسطينية التي لا تستفيد من خدمات المستشفيات الميدانية الأردنية.
وتحدث عن “أسباب إدارية لاختيار موقع المستشفى الميداني داخل نابلس بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، حيث قدمنا لهم متطلباتنا من مساحة تنتشر فيها مقطورات المستشفى وموقع مبني لإيواء مرتبات المستشفى فكان هذا الخيار بمكان استراتيجي يتوسط مدينة نابلس ما بين جبليها لتقديم الخدمة لجميع مناطق نابلس”.
وأشار إلى بعد تاريخي لدى القوات المسلحة، فبعد وحدة الضفتين في العام 1959 تم بناء أول مستشفى عسكري في منطقة رفيديا وهي قريبة من موقع المستشفى الميداني في نابلس.