مقالات

ماجد عبنده يكتب : نهى المومني .. رمزٌ للعطاء

نشامى الإخباري_ ماجد عبنده

ولدت المرحومة باذن الله نهى المومني (ام يمان) في اربد عام ١٩٧٤ في بيت جدها الشيخ رضوان المومني المجاور لمسجد الكردي باطراف مخيم اربد . وعاشت طفولة عادية في كنف والديها أتمت دراستها الثانوية في مدارس المملكة العربية السعودية حيث كان والدها يعمل طبيبا في وزارة الصحة هناك ، عادت إلى الاردن عام ١٩٩١ للدراسة في جامعة اليرموك بعد أن اختارت كلية الشريعة والتي تخرجت منها عام ١٩٩٥ .
اثناء دراستها الجامعية تقدم لها المهندس الزراعي ماجد عبندة وتمت الخطوبة عام ١٩٩٣ والزفاف عام ١٩٩٤ ، انجبت له يمان ١٩٩٥ ومرام ١٩٩٧ وجنى ٢٠٠٠ (توفيت عام ٢٠٠٣ بحادث سير) ثم محمد ٢٠٠٤ وسلمى ٢٠٠٥ .
عاشت مع عائلتها حياة هادئة وطبيعية مارست خلالها عملها كام وربة بيت وكان يتخللها فترات متفرقة من العمل في مدارس وزارة التربية والتعليم على حساب التعليم الإضافي .
في عام ٢٠٠٦ وبمكرمة من جلالة الملك عبدالله الثاني تم تعيين حوالي ٥٠٠ واعظة في وزارة الاوقاف كانت نهى احداهن . لم تكن تملك الخبرة بالتدريس بالرغم من انها عملت كمدرسة عدة مرات الا انها كانت تقول : ان التدريس في المدارس شيء والتدرس في المساجد شيء آخر . اختارت مجموعة من المساجد القريبة من بيتها قرب دوار سال في اربد وبدأت بالتدريس فيها لسيدات الحي كانت تعتمد على كتب الدعاة الجدد التي انتشرت في تلك الفترة وقد تميزت دروسها بسهولة طرحها وبساطة لغتها فكانت نقلة نوعية في دروس الواعظات ؛ فازداد الحضور لدروسها وبدأت السيدات ينتظرنها على أحر من الجمر . اثناء عملها حرصت ان تحي سيرة جدها الشيخ رضوان المومني فأخذت موافقة الوزير لفتح دارا للقرآن الكريم في صحن مسجد الكردي .
بعد فترة من عملها بالتدريس في المساجد اكتشفت انها تكرر نفسها فالجمهور محدود والمواضيع لا جديد فيها لذلك رغبت ان تخرج من إطار المساجد المحصور إلى فضاء المجتمع النسائي الذي يتعطش لمثل تلك الدروس ولا يرتاد المساجد ، فقررت الابقاء على درس واحد في احد المساجد والانطلاق إلى الجمعيات والاتحادات النسائية فانتسبت لمبرة الملك حسين وبدأت باعطاء درس أسبوعي للأيتام والمشرفات وعملت في اللجنة النسائية لمركز أيتام اربد في جمعية المركز الاسلامي كواعظة ومدربة والذي فتح لها ابوابا جديدة في اخذ عدد من الدورات التدريبية مع منظمة اليونيسيف بمواضيع مختلفة للتعامل مع اليافعين وكبار السن ، وتعرفت على الاتحاد النسائي الأردني و اتحاد المرأة الاردني وتجمع لجان المرأة الوطني الأردني فازداد وعيها وادراكها لقضايا المرأة ومحاولة حلها من ناحية اسلامية فشاركت بالندوات وإعطاء المحاضرات بما يتعلق بالعنف ضد المرأة ودور الإسلام في إعطاء حقوقها وحمايتها .
اتاح لها انتشارها في تلك المواقع المختلف التعرف على وسائل الإعلام المختلفة فكانت تستجيب للعديد من الوسائل الاعلامية للحديث عن المرأة والأسرة والطفل فقد قدمت عدة حلقات في إذاعة اربد الكبرى والاذاعة الاردنية وسجلت عدة حلقات في إذاعة القرآن الكريم التابعة لوزارة الاوقاف وتم الاتفاق مع إذاعة هوا اربد التابعة لبلدية اربد ان يكون لها برنامج اسبوعي حول الاسرة (الا ان القدر لم يمهلها).
اهتمامها بشؤون الأسرة جعلها تتقدم للانتساب لمكاتب الإصلاح الاسري منذ انشائها عام ٢٠١٣ والتي اقامتها دائرة قاضي القضاة في المحاكم الشرعية ، فحصلت على موافقة وزير الاوقاف للعمل معها وهذا فتح أمامها مجالات عديدة للدخول في مجال جديد يحكمه القوانين والأنظمة والتعليمات فابدعت به وتفوقت بدليل انه كان يجدد عقدها في كل عام لتميزها وقدرتها على انجاز مهمة الإصلاح بين الازواج ، كما فتحت لها مكاتب الإصلاح الطريق لمعرفة المجلس الوطني لشؤون الاسرة والعمل معه بالمحاضرات والندوات والتدريب في مختلف المواقع من جامعات وجمعيات ومؤسسات حكومية وخاصة ، كان آخرها محاضرتها الجماهيرية لطلاب جامعة آل البيت . وانتسبت للاتحاد العالمي لمراكز التدريب والإرشاد الاسري وشاركت بمؤتمراته في الأردن ومصر وتركيا . وتم اختيارها من قبل وزارة الاوقاف ضمن الفريق الذي اعد المادة التدريبية لدورات ما قبل الزواج . ورشحت لإعطاء هذه الدورات من قبل المجلس الاعلى لشؤون الاسرة (الا ان القدر لم يهملها) .
وفي مجال خدمة المجتمع المحلي كانت عضوا في لجان صحية مجتمعية ولسنوات عدة في مركز صحي ابن سينا ومركز صحي الحسين في اربد وتم انتخابها رئيسة للجنة في احدى دوراتها . كما عملت في برنامج الرضاعة الطبيعية لتوضيح رأي الإسلام في ذلك .
وفي مجال محاربة التطرف وتأهيل الشباب عملت مع شبكة المدن القوية (ممثلة لوزارة الاوقاف) من خلال عضوية شبكة الوقاية المجتمعية والتي شكلتها بلدية اربد الكبرى وشاركت من خلالها بالعديد من المؤتمرات والندوات والمحاضرات في الأردن ولبنان .
وفي مجال ترشيد المياة ونظرة الدين لذلك شاركت بالعديد من النشاطات التي كانت تنظمها الوكالة الالمانية giz بالتعاون مع وزارة المياة والري وكان آخرها اعدادها لدراسة مقارنة بين نظرة الإسلام والمسيحية لموضوع ترشيد المياة بالتعاون مع إحدى الراهبات وتم تقديمها في ورشة أقيمت في عمان برعاية امين عام وزارة الاوقاف بحضور العديد من الخبراء في المياه وعلماء الشريعة ورجال الدين المسيحي .
اما الأيتام والأسر العفيفة فقد كانت من الداعمين لجمع التبرعات لهم والمشاركة في النشاطات التي تنظمها الجمعيات الخيرية والنقابات فقد شاركت عدة مرات في اسواق الكسوة الخيرية وافطارات رمضان التي كانت تنظمها لجنة المهندسات في نقابة المهندسين الزراعيين واللجنة النسائية في جمعية المركز الاسلامي الخيرية .
كان للقرآن الكريم وحفظة مكانه عندها فقد كانت على اتصال مع جمعيات ومراكز ودور حفظ القرآن الكريم سواء التابعة لوزارة الاوقاف او جمعية المحافظة على القرآن الكريم وذلك باعطاء المحاضرات ودعم المسابقات ومن ضمنها جائزة مطمئنة السنوية للحافظات .
وبالرغم من تنوع نشاطها لم تنس وزارتها وزميلاتها الواعظات فكانت تشركهن دائما في نشاطاتها المختلفة خاصة عندما أصبحت رئيسة لشعبة الخدمة الاجتماعية والتي نفذت من خلالها العديد من النشاطات مع جهات مختلفة كما شاركت بفعالية في الاحتفالات الرسمية لوزارة الاوقاف فقد تم اختيارها عريفة لحفل المسابقة الهاشمية لحفظ القرآن الكريم للنساء برعاية جلالة الملكة رانيا .
رحم الله ام يمان رحمة واسعة وجزاها الله خير الجزاء عن كل ما قدمت لاسرتها ولمجتمعها وبينت فيه دور الإسلام فقد كانت رحمها الله محبة لربها ودينها ونبيها ساعية بكل طاقتها لنشر تعاليم دينها بكل سلاسة ووضوح .

اظهر المزيد
الداعمون:
Banner Example

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *