مقالات

خطأ لا يُغتفر: لماذا التخلي عن شعار الحسين الأصيل هل هي خيانة للتاريخ والهوية؟

نشامى الإخباري – محمود التهتموني

يا عشاق “الأسود الملكي”، ويا أبناء إربد الشماء، ويا كل من تنبض عروقه بحب نادي الحسين الرياضي العريق!

منذ أيام قليلة، ومع كل حديث عن التجديد والتطوير، يطل علينا شبح قرار قاسٍ، قرارٌ لا يمسّ مجرد تصميم، بل يطعن في صميم الهوية، ويغتصب ذكرى الأجيال، ألا وهو التخلي عن شعار نادينا الأصيل واستبداله بآخر لا يمت لروح النادي بصلة.

ماذا يمثل هذا الشعار لنا؟

دعونا نتوقف لحظة عند هذا الدرع الذهبي والأسود الذي تربع على صدور لاعبينا ومدرجاتنا لعقودٍ طويلة. هذا ليس مجرد رسمة؛ إنه وثيقة تاريخية، تحكي فصولاً من الكفاح والعرق، من الأفراح التي اهتزت لها إربد، ومن التحديات التي صمد أمامها “الأسود”.

* النسر الشامخ: يمثل طموحنا الذي لا يحطّ، وعيوننا التي لا تغفل عن قمة المجد. إنه رمز الروح القتالية التي تميز لاعبينا، والعنفوان الذي ورثناه جيلاً بعد جيل.

* النجمة الأردنية الخضراء: في قلبه، تتلألأ نجمة وطننا، دليل لا يقبل الجدل على أن هذا النادي ليس مجرد فريق كرة قدم، بل هو جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الأردني. إنه ارتباط عضوي بالأرض والإنسان.

* “1964”: تاريخ لا يُمحى: هذا الرقم ليس مجرد عام، إنه نقطة انطلاق أسطورة، بداية حكاية عشق جمعت إربد بأكملها حول ناديها. إنه يذكرنا بالجذور العميقة، والعراقة التي لا تباع ولا تشترى.

شعار لا يمت بصلة؟ نعم، هذا هو الخطر!

عندما نتحدث عن استبدال هذا الرمز العظيم بشعار آخر “لا يمت بأي صلة للنادي”، فإننا نتحدث عن كارثة هوية. التصميمات الحديثة قد تكون جميلة، عصرية، ومواكبة للموضة، ولكن هل تعكس روح “الأسود”؟ هل تحمل عبق تاريخنا؟ هل تحكي للأجيال القادمة عن بداياتنا وكفاحنا؟

شعار يعتمد على حروف مجردة أو أشكال هندسية بحتة، قد يصلح لشركة ناشئة أو علامة تجارية جديدة، ولكنه قطعاً لا يليق بنادٍ بحجم نادي الحسين الرياضي، الذي يحمل في اسمه “الحسين”، وفي روحه “الأردن”، وفي تاريخه “إربد”.

لمَ هذا التخلي، وما هي تداعياته؟

إن التخلي عن هذا الشعار هو بمثابة تجاهل للتاريخ، وتقليل من شأن الجماهير، وتفكيك للرابط العاطفي الذي يجمعنا بالنادي. هل يعتقد البعض أن الجماهيرية تنبع من مجرد تصميم عصري؟ لا والله! إنها تنبع من الروح، من الارتباط بالماضي، من الأصالة التي نشعر بها عندما نرى رموزنا العريقة.

المطالبة بالتحديث والتجديد أمر محمود، ولكن يجب أن يكون هذا التحديث بناءً على التراث، لا هدمًا له. يمكن تطوير الشعار، تجميله، جعله أكثر وضوحاً وحداثة، مع الحفاظ على جوهره ورموزه الأساسية التي نحملها في ذاكرتنا ووجداننا.

صرخة من القلب:

يا من بيدهم القرار، عودوا إلى رشدكم. إن تاريخ الأندية ليس ملكاً للإدارات المتعاقبة، بل هو ملك للجماهير والأجيال. لا تحرموا أبناءنا من رؤية الرمز الذي نشأنا عليه، والذي يذكرنا بعظمة نادينا.

إن هذا الشعار هو جزء من روح إربد، وجزء من كرامتنا كجماهير. التخلي عنه هو جرح غائر في قلوب الآلاف. اجعلوا التجديد إضافة، لا حذفا! اجعلوا التطور استمرارية، لا قطيعة!

لتبقى راية “الحسين” عالية، بشعارها الأصيل الذي لا يتغير، لأن الأصالة لا تموت.

#لا_لتغيير_شعار_الحسين_الأصيل #هوية_الحسين_خط_أحمر #الأسود_الملكي_تاريخ_لا_يموت

اظهر المزيد
الداعمون:
Banner Example

نشامى الإخباري

نشامى الإخباري" هو موقع إخباري أردني متميز يقدّم لكم أحدث الأخبار المحلية الأردنية والعربية، نسعى جاهدين لتقديم محتوى إعلامي مهني وموثوق يساهم في توعية القرّاء وتوفير تحليلات موضوعية وشاملة للقضايا الراهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *