نشامى الاخباري _ مدونة ماجد عبندة
عندما بدأت الدراسة في كلية الزراعة بجامعة بغداد عام ١٩٨٢ كان عميدها ، وكان الوصول اليه يعتبر من المستحيلات فقد كنا نكتفي بمقابلة معاون العميد الاستاذ خليل والذي كان مكتبة بيننا في مبنى التسجيل وليس في مبنى العمادة .
كان للعميد شخصية قوية يلبس اللباس العسكري ويحمل مسدسا (لا أدري لماذا) صحيح ان البلاد كانت تخوض حربا مع ايران الا ان ذلك كان في الجبهة الشرقية للوطن العربي وليس في الكلية .
رأيته في احدى مناسبات الكلية فسألت عنه فقيل لي انه اول خريج دكتوراه من كلية الزراعة في ابي غريب وان موضوع رسالته كان عن نبات الحلفا لذلك لم نكن نستغرب قول البعض عند وصف النبات : “الحلفا مال العميد” .
ولد الاستاذ الدكتور باقر عبد خلف الجبوري في قرية الهارونية التابعة لقضاء المقدادية بمحافظة ديالى عام ١٩٤٧ وأنهى دراسة البكالوريوس في وقاية النبات من كلية الزراعة بجامعة بغداد عام ١٩٦٨ ثم انهى الماجستير والدكتوراه بتخصص الادغال (الاعشاب) في نفس الكلية عامي ١٩٧٤ و ١٩٧٨ ، بعدها أصبح عميدا للكلية عام ١٩٨١ واستمر حتى عام ١٩٩٣ .
التقيته مصادفة في الجامعة الأردنية عام ١٩٨٨ حين كان مشاركا بأحد المؤتمرات العلمية التي نظمتها كلية الزراعة بالاردن ، لم يكن يعرفني لكنني سلمت عليه وعرفته بنفسي وحملته السلام لبغداد ومن فيها .
للدكتور الجبوري مسيرة علمية طويلة وحافلة فقد درَّس وأشرف على مئات الطلاب في المراحل الدراسية كافة ونشر العشرات من الأوراق العلمية والبحثية في كافة المجلات العلمية المتخصصة حتى أحيل إلى التقاعد عام ٢٠١٧ لبلوغه السبعين .
اليوم يغادرنا الدكتور الجبوري إلى رحمة الله تاركا ارثا علميا كبيرا وعائلة حرص على أن تبلغ أعلى المستويات العلمية والمهنية إضافة إلى سمعة طيبة عند كل من عرفه وعامله .
رحم الله استاذنا الكبير وغفر له والهم أهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون
