نشامى الاخباري _ محمد الصقور
في مقالي هذا لن اضع الفواصل ولا التشكيل
الاستقرار الحقيقي لا يبنى على الخوف
ولا على الصمت
ولا على تكميم الافواه
بل يبنى على
العدالة
والكرامة
وتكافؤ الفرص
واحترام العقول
حين يصبح المديح
اجباريا
والصمت
فضيلة
والنقد تهمة
فاعلم اننا لا نعيش استقرارا
بل نعيش هدنة مؤقتة
يفرضها الخوف
ويكسرها الوعي
الانبطاح
لا يصنع استقرارا
بل يصنع طبقة مرتجفة من الناس تخشى السؤال
وتبتلع الكلمة وتخاف حتى من التفكير
ليس كل من انتقد عدوا وليس كل من صفق مخلصا
فالاوطان لا تبنى بالتصفيق بل تبنى بالعقول الصادقة والايدي النزيهة
الاستقرار لا يعني ان يصمت الجميع بل ان يتكلم الجميع
دون خوف وان يختلفوا دون اتهام وان يطالبوا دون ان يوصموا بالخيانة
من يريد وطنا مستقرا
عليه ان يتحمل رأي المواطن
كما يتحمل مديحه وان يستمع لصوته كما يطلب ولاءه
فالانبطاح
ليس طاعة والانكار ليس استقرارا والحقيقة لا تلغيها الشعارات
الانبطاح لا يصنع الاستقرار بل يؤجل الانفجار
لماذاااا؟؟؟
ولمن يتساءل لماذا لم أضع فواصل أو تشكيلًا في هذا النص
فإنني تعمدت أن أترك اللغة كما تُقال في صدري
مكدّسةً ومتصادمةً بلا ترتيب
كما هو حال الكلام الذي لا يُقال
وحال الرأي حين يُحبس في زحمة الخوف
لم أُجمّل النص ولم أزخرفه
لأن الفكرة لا تحتاج إلى مكياج
بل إلى وضوحٍ مؤلم
ولأن الحرية التي تُقال تحت الشروط
ليست حرية
بل بروتوكول
كتبت بلا فواصل لأن الفواصل تُريح
ولا راحة في واقعٍ مكتوم
وتركت التشكيل لأنني لا أريد أن أضبط ما يجب أن يظل ناقصًا
لأن الناقص هنا هو الأمان لا اللغة
هكذا أردت أن يقرأ القارئ
كما يعيش المواطن
يُجاهد ليفهم
كما يُجاهد ليُسمع
