مقالات

عبندة يكتب: عبدالرزاق طبيشات في ذمة الله

نشامى الاخباري _ مدونة ماجد عبندة

أحدث فوزه بانتخابات بلدية اربد عام ١٩٧٩ ضجة في كافة ارجاء المدينة ففوز ذلك الشاب الاربعيني لم يكن متوقعا خاصة انه كان ينافس مرشحين أقوياء لهم خبرات في مجالات اجتماعية مختلفة ، لكنه هو أيضا جاء من رحم البلدية فقد كان طبيب صحة البلدية ، ولانه يمتلك حكمة واخلاقا عالية استطاع ان يقود بكفاءة المجلس البلدي الذي تكون من عدة كتل كانت تتنافس في الانتخابات ، لم يكن مستغربا ان تراه يتجول بسيارته في الصباح الباكر يتفقد الشوارع ومستوى النظافة ويتوقف ليسأل الناس عن مدى رضاهم عن البلدية وخدماتها .

عرفت ابا محمد وجها لوجه عام ١٩٨٠ عندما ذهبت وصديق لي لمقابلته في مكتبه طالبين منه دعم مسابقة لحفظ القرآن الكريم ينظمها المسجد الغربي في اربد خلال رمضان ، كنت حينها في الصف الأول الثانوي (العاشر حاليا) ، سألني عن اسمي فلما عرف والدي وافق على التبرع بمجموعة من الكتب الدينية لتوزع على الفائزين ، الملفت للنظر ان ابا محمد استقبلنا نحن اليافعين واستمع لنا واستجاب لطلبنا دون تردد بالرغم من انه كان بمكتبه ضيوفا اخرين .

بعد عام كان ابا محمد يفتح الملعب البلدي لصلاة العيدين لاول مرة في تاريخ اربد بعد أن تقدم اليه بعض المواطنين باقتراح فوافق عليه وقام بفرش الملعب بالنجيل الصناعي (التارتان) لاول مرة في تاريخه ، و ها نحن مازلنا نصلي العيدين في الملعب البلدي منذ ٤٥ عاما ، فجزاه الله عنا خيرا .

في منتصف الثمانينات قاد ابو محمد اكبر مشروع لتقسيم اراضي اربد حين حل احواض المدينة وأعاد تقسيمها قطعا سكنية صغيرة آخذا منها مساحات للشوارع والمدارس والحدائق والمساجد وغيرها من الخدمات وبالرغم من معارضتنا لمبدأ تقسيم الأراضي الزراعية الا اننا نعتقد انه انقذ اربد من فوضى الافراز الفردي والذي كان سيحرم المدينة من توفر شوارع عريضة او وجود قطع للخدمات العامة .

لقد كانت مدينة اربد من انظف المدن الاردنية في عهده فقد كانت تكنس شوارعها الرئيسية اليا وترش بالماء ليلياً ، ولم يكن من السهل عليك أن تجد شارع فيه مطبات او حفر . إضافة إلى إدخال إنارة الفلورنس الجميلة إلى اعمدة الشوارع الرئيسية .
تنقل ابو محمد بعد البلدية بين وزارة البلديات ومجلس النواب ومجلس الاعيان لكنه لم يبتعد عن اربد فقد كان دائم الحضور والتواصل مه ابنائها في كل المناسبات من أفراح واتراح .

رافقت ابي لبيته لتهنئته باستلامه حقيبة الوزارة فاستقبلنا بابتسامته المعهودة واجلسنا وصب لنا القهوة بالرغم من محاولة العديد من الحضور مساعدته في ذلك ولسان حاله يقول : انا اولى باكرام

لقد كان ابو محمد من القلة الذين اجمع الناس على حبهم واحترامهم بغض النظر عن اتجاههم او ولائهم فقد كان رحمه الله اسلاميا عروبيا وسطيا احب الأردن وعشق اربد واهلها فبادلوه حبا بحب ؛ فلم يخسر انتخابات خاضها سواء في البلدية او النيابة .

لقد أراد ابو محمد ان يختم عمله العام بعمل يقربه إلى الله ويجعله رفيقا لحبيبه المصطفى بالجنة فاختار رئاسة مبرة الحسين لرعاية الايتام في اربد فكان الاب الحاني لجميع أبناء وبنات المبرة والداعم الدائم لهم .

رحم الله أبا محمد وغفر له واحسن مثواه وجزاه خيرا عن صالح عمله وخدمته لمدينته واهلها .

 

اظهر المزيد
الداعمون:
Banner Example

نشامى الاخباري

نشامى الإخباري" هو موقع إخباري أردني متميز يقدّم لكم أحدث الأخبار المحلية الأردنية والعربية، نسعى جاهدين لتقديم محتوى إعلامي مهني وموثوق يساهم في توعية القرّاء وتوفير تحليلات موضوعية وشاملة للقضايا الراهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *