مقالات

عبندة يكتب: سيرة المختار محمد عبندة.. كَرْمِ الزيتون

نشامى الاخباري _  مدونة ماجد عبندة

لم يكن ابي خبيرا بزراعة الاشجار فاهل اربد مزارعو حبوب وبقوليات وصيفي اما الاشجار فقد كانت قليلة ولم تكن منتشرة لان ارض اربد طينية عميقة ولا تصلح لزراعتها . لكن بعد أن اشترى ارض (راكسة) وزرعها في السنة الأولى بالقمح أدرك انها ليست ارض قمح فهي منحدرة وبها احجار وصخور كثيرة ويصعب على الحصادة العمل بها بسهولة فقرر التوجهة لزراعتها بالاشجار المثمرة . بدأ بسؤال اصدقائه المهندسين الزراعيين فارشدوه إلى إدخالها مشروع في وزارة الزراعة ووعدوه بالمساعدة وفعلا تقدم بطلب شمول الأرض بمشروع الأراضي المرتفعة والذي كان يقدم مساعدات للمزارعين بدل عمل السلاسل الحجرية وبدل حفر بئر لجمع الماء وبدل غراس الزيتون وأحيانا بدل انشاء بيت ريفي صغير .
بدأ ابي بالعمل وكان لزاما عليه إحضار جرافة لتنظيف الأرض من الحجارة والصخور وتجميعها لعمل السلاسل الصخرية وفي نفس الوقت بنى له (ابو عدنان عبندة) بيتا مؤلفا من غرفتين .
في احد الايام وبينما كان يمر بايدون لشراء الافطار للعمال التقى برجل كبير يدعى (ابو عقلة ابو عاشور) تحدث معه وعلم منه انه يرغب بالعمل وانه يجيد عمل السلاسل الحجرية فاخذه معه ورأى الموقع فاتفقا على كل شيء وعمل لديه سنوات طويلة .
معظم الزيتون الذي غرسه كان من مشتل فيصل في جرش وقد كان من اصناف مختلفة (حسب نصيحة المهندسين الزراعيين) وزرع بين الزيتون اشجار اللوز والتفاح والعنب .
مع الزمن تلاشت كل الاشجار وبقي الزيتون وكانت بحدود مئتي شجرة .
في بداية الثمانينات بشرت الاشجار بعدد محدود من الحبات فجمعها ابي واعطاها لأمي لتكبسها وفي العام الذي تلاه ازداد المحصول فوصل عدة كيلو غرامات فاخذها لمعصرة في كفر سوم ظانا انهم سيستقبلوها ويعصروها لكنهم عرضوا عليه استبدالها بقليل من الزيت فقبل وعاد ادراجه ليتذوق باكورة تعبه .
مرت السنوات وكبرت الاشجار وصار موسم القطاف من الذكريات الجميلة التي يحرص ابي على احيائها بمشاركتنا جميعا ليشعرنا بأهمية الزراعة وقيمة الأرض وتوارث الأحفاد هذا الحب والاهتمام وادركوا ان جدهم ترك لهم ارثا عظيما ليس ماديا فحسب بل معنويا ايضا .

 

اظهر المزيد
الداعمون:
Banner Example

نشامى الاخباري

نشامى الإخباري" هو موقع إخباري أردني متميز يقدّم لكم أحدث الأخبار المحلية الأردنية والعربية، نسعى جاهدين لتقديم محتوى إعلامي مهني وموثوق يساهم في توعية القرّاء وتوفير تحليلات موضوعية وشاملة للقضايا الراهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *