نشامى الاخباري _ المهندس عمرو ابو عنقور
إن الحديث عن الشباب ليس ترفًا إعلاميًا ولا شعارًا يُرفع في المناسبات، بل هو جوهر الرؤية الملكية السامية التي ما فتئت تؤكد أن الشباب هم الثروة الحقيقية للوطن والرهان الأكبر الذي يعوّل عليه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما في بناء المستقبل وصياغة الغد الأفضل.
لقد كانت الرؤية الملكية السامية تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين مصدر إلهام لكل شاب وشابة في الأردن فقد حرصت القيادة على تمكين الشباب وفتح المجالات أمامهم ليكونوا شركاء حقيقيين في صنع القرار، وتعزيز دورهم الوطني في كل ميادين الحياة.
مبادرات الشباب لم تكن يومًا معزولة بل كانت جزءًا من منظومة وطنية واسعة تسعى إلى تمكين الأجيال الصاعدة وصياغة مستقبل مشرق للوطن إن الدعم المتواصل لجلالة الملك وولي العهد سواء من خلال البرامج الوطنية أو الرعاية المباشرة يجعل من شباب الأردن قوة فاعلة ومصدر أمل للتقدم والنهضة ويؤكد أن الاستثمار في الشباب ليس خيارًا بل واجبًا وطنيًا مقدسًا.
نحن كشباب لم نأتِ بحثًا عن لقاء عابر أو صورة تذكارية، ولم نتحرك يومًا بدافع شخصي أو مكسب ضيق بل نحمل هدفًا أسمى ورسالة أعمق نعتبر أنفسنا جزءًا من المسؤولية الوطنية التي وُضعت على عاتقنا ونعمل بجد وإخلاص لترجمة أفكارنا ومبادراتنا إلى واقع ملموس يتماشى مع رؤى وتطلعات قائد الوطن.
لكن يا معالي الوزير عتبنا اليوم عتب صادق ومباشر، لا بد من قوله بصراحة: لقد تعبنا من الوعود المؤجلة، ومن عبارة “الأسبوع القادم” التي تكررت حتى حفظناها عن ظهر قلب. مبادراتنا وجهودنا الشبابية باتت عالقة بين الاجتماعات المؤجلة والتوقيعات المنتظرة وكأن الأمر يحتاج إلى مجلس وزراء ليُحسم بينما الحقيقة أن ما يُعطلنا ليس إلا البيروقراطية والمماطلة.
هذا الأسلوب معاليكم، لا يليق بمكانة الوزارة ولا بمكانة الشباب الذين أثبتوا حضورهم في الميدان نحن لسنا صغارًا حتى نُعامل بهذه الطريقة ولسنا هواةً نبحث عن أضواء. نحن شركاء حقيقيون في خدمة الوطن وعتبنا عليكم أن وزارتكم التي كان يفترض أن تكون الحاضنة والداعمة، باتت في نظر كثير من الشباب عنوانًا للتأجيل والتسويف.
بلدنا يستحق أكثر من ذلك وسيدنا يستحق أن يرى شباب الأردن واقفًا على قدر الثقة عاملًا بإخلاص ومجسدًا لرؤيته في التحديث والتمكين إننا نعي تمامًا أن المسؤولية كبيرة، وأن الرهان علينا ليس سهلًا ولذلك نضاعف جهدنا ونعمل ليل نهار في الميدان.
لكن ما نحتاجه من وزارتكم هو الصدق والوضوح: إما أن هناك دعمًا حقيقيًا لمبادرات الشباب أو أن يتم مصارحتنا بعدم وجود مجال لذلك. عندها على الأقل نعرف طريقنا ونرسم خطواتنا بوضوح.
معالي الوزير، إن عتابنا هذا ليس انتقادًا شخصيًا بل هو رسالة من جيل كامل يريد أن يرى مؤسساته الوطنية أكثر قوة وصدقًا وشفافية نريد وزارة تكون القدوة في دعم الشباب لا أن تكون جزءًا من مشكلة تثقلهم نريد أن نسمع قرارات جادة لا اجتماعات مؤجلة نريد أفعالًا لا أقوالًا.
ختامًا، نؤكد أن الشباب الأردني سيبقى في الميدان حاملًا رسالة الانتماء والولاء مؤمنًا أن الوطن يستحق وأن جلالة سيدنا يستحق أن نكون على قدر الرهان ومهما قدّمنا، سنبقى مقصرين أمام ما يستحقه الأردن وقيادته لكننا نؤمن أن الإصلاح والتحديث لا يكتملان إلا إذا كان الشباب في صلب القرار لا على هامشه.