مقالات

التهتموني يكتب .. ماذا بعد حل المجالس البلدية؟ وعود وخذلان في إربد

نشامى الإخباري – كم مضى من عهود لم تُوفَ، وكم تلقينا من خذلان؟ هذا التساؤل المرير يطرق أبواب أذهاننا كلما استعدنا واقع الحال في محافظة إربد، خاصة بعد قرار حل المجالس البلدية. يبدو الأمر وكأن عجلة التاريخ تدور لتطحن الآمال من جديد، ولكن هذه المرة بمرارة مضاعفة، جراء تهميش حقوق مواطنين أرهقهم الانتظار، وتعطيل لحركة تجارية طالما تاقَت للنهوض.
لقد فاض الكيل من تلك الشعارات الانتخابية الجوفاء. يخرج علينا كل مرشح بلسان يقطر حلاوة، يفيض بوعود لا تُحصى ولا تُعد. نسمع عن مشاريع تطورية عظيمة، عن تحسينات جذرية، وعن خدمة للمواطن وتمكينه. وما أن تضع الانتخابات أوزارها وتستقر المجالس الجديدة في مقاعدها، حتى تبدأ آلة النسيان بالدوران الصامت. نجد أنفسنا نتساءل بحسرة: أين تبخرت كل تلك الوعود؟ أين اختفت عبارات “سنفعل” و”سننجز” التي صدحت بها الحناجر؟ على أرض الواقع، لم نرَ سوى الكلمات التي بقيت حبيسة الجدران، أو محتها أول قطرة مطر أتت بها الشتاء.
أما حقوق المواطنين، وهي من أبسط مقومات الحياة الكريمة، من نظافة الشوارع إلى صيانة البنية التحتية وتنظيم الأسواق، فقد تحولت كلها إلى مجرد حبر على ورق. الشوارع غدت مسارح للحفر العميقة، والأرصفة بالكاد تصلح للمشي. يغادر المواطن منزله كل صباح وهو يتضرع ألا تتعرض سيارته للتلف، أو يسقط في حفرة لا قرار لها. أين دور البلدية في كل هذا؟ أين المسؤولون الذين أقسموا اليمين على خدمة هذا الوطن وأهله؟
ولندلف إلى الحديث عن الحركة التجارية التي تنزف في إربد. السوق المركزي، الشوارع الرئيسية، المحلات التجارية، صغيرة كانت أم كبيرة، جميعها تعاني الأمرين. لا توجد تسهيلات تذكر، ولا دعم حقيقي، ولا حتى تخطيط سليم يرسم لها طريقًا للتعافي. التجار يئنون من الركود، والمواطن يعاني من ضيق الخيارات وارتفاع الأسعار. إن الحركة التجارية هي الشريان الذي يضخ الحياة في أوصال المدينة، هي التي توفر فرص العمل وتجلب الرزق. عندما تتعطل، يتوقف كل شيء. وكأننا ندور في حلقة مفرغة، لا نبرح مكاننا، لا نتقدم خطوة ولا نتأخر.
يأتي كل هذا ليتوج بمرحلة حل المجالس البلدية. قد يكون هذا الحل بمثابة نقطة انطلاق لتصحيح المسار، ولكن هل سيكون الأمر مختلفًا هذه المرة؟ هل سنشهد قدوم مسؤولين يمتلكون العزيمة، الجدية، والذمة في عملهم؟ أم أن القصة ستتكرر من جديد، ويدخل علينا مجلس جديد بنفس الوعود المعسولة، ونفس الخذلان المرير؟
إن ما ننشده اليوم ليس مجرد شعارات رنانة تتبدد مع أول ريح، بل عمل حقيقي على الأرض. نريد أناسًا يشعرون بصدق معاناة المواطن، ويدركون بعمق مشاكل التاجر. نريد خططًا واضحة المعالم، لا مجرد كلام فارغ يملأ الفراغ. كفى خذلانًا، وكفى وعودًا تلاشت مع الريح. إربد وأهلها يستحقون ما هو أفضل من ذلك بكثير. لقد نفد صبرنا، ونريد أن نرى أفعالًا تترجم الوعود إلى واقع ملموس. والله ولي التوفيق.

اظهر المزيد
الداعمون:
Banner Example

نشامى الإخباري 2

نشامى الإخباري" هو موقع إخباري أردني متميز يقدّم لكم أحدث الأخبار المحلية الأردنية والعربية، نسعى جاهدين لتقديم محتوى إعلامي مهني وموثوق يساهم في توعية القرّاء وتوفير تحليلات موضوعية وشاملة للقضايا الراهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *