
مقالات
عبندة يكتب: حماة بين الأمس واليوم
نشامى الاخباري_ مدونة ماجد عبندة
في مطلع ثمانينات القرن الماضي بدأ وصول عائلات سورية اغلبها من حماة إلى الاردن لم يكن احد قد سمع بقصة حماة وحقيقة الذي كان يجري هناك ، بدأت الناس تتناقل الاخبار في وقت كان أقصى ما نملك من وسائل اتصالات الهاتف الارضي وأفضل وسيلة اخبارية الصحف الورقية والتلفاز . كان التعتيم الإعلامي شديد فلم يسمع احد بما جرى الا تسريبات قليلة من الهاربين والهاربات من ذلك الجحيم .
في وسط هذا الظلام الإعلامي وصلنا صوت اذاعي للتحالف الوطني لتحرير سوريا والذي كان يضم العديد من الجهات المعارضة للنظام السوري وكانت هذه الإذاعة تبث الاخبار والمارشات العسكرية والاناشيد الثورية.
لكن تفاصيل الذي حدث لم يعلم به احد الا بعد محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الوزراء الأردني مضر بدران والتي دبرها رفعت الاسد قائد سرايا الدفاع في سوريا والتي انتهت بالقاء القبض على المجرمين واعترافهم على شاشة التلفزيون الأردني إضافة إلى ادلائهم بمعلومات عن مجازر النظام السوري في حماه وحمص وادلب وجسر الشغور ومذبحة سجن تدمر .
قبل ذلك حشد النظام السوري ٢٠ الف مقاتل على الحدود الاردنية متهما الاردن انه ياوي الهاربين من شباب وعائلات سورية قتل رجالها او سجنوا . بعد ذلك انسحبت الحشود العسكرية السورية نتيجة الوساطات العربية لكن ظلت العلاقات متوترة بين البلدين .
في اواخر عام ١٩٨٢ سافرت إلى بغداد للالتحاق بكلية الزراعة هناك فتعرفت على احد الزملاء السوريين والذي أخبرني ان العديد من العائلات السورية لجأت للعراق نتيجة الخلاف الشديد بين النظامين البعثيين في العراق وسوريا بعد الدعم السوري الكبير لإيران ضد العراق في حرب الثمان سنوات . وفي العراق صدر هذا الكتاب (حماة مأساة العصر) والذي اعده عدد كبير من الباحثين والدارسين السوريين والعراقيين عن تلك المجزرة الرهيبة .
بعد سقوط الاسد الابن وهروبه إلى موسكو عاد الكثير من اولئك الهاربين من جور النظام بعد أكثر من ٤٠ عاما قضوها في الغربه القسرية وامتزجت بعودتهم دموع الفرح والحزن والحنين إلى بلدهم الذي لا يعرفه أكثرهم
وتتاح الفرصة للمنشد (ابو راتب) ان يقف على مسرح أوبرا دمشق ليصدح بصوته الشدي :
روحي فداؤكَ طالَ البعدُ يا وطني
كفى ضراماً بنفسي المعذبة
مالي اصطبارُ فراقُ الشامِ الهبني
افديكِ افديكِ هذا بعضُ امنيتي
دمشقُ في القلبِ قلبي في هوى حلبٍ
دمي حماةُ ونوحُ الجسرِ اغنيتي