
مقالات
عبندة يكتب : سيرة المختار محمد عبندة … صانع الأعلام
نشامى الإخباري – مدونة ماجد عبندة
كان ابي خياطا إضافة إلى عمله في تجارة أدوات الخياطة والتطريز والالبسة والإكسسوارات وغيرها ، لقد كانت محلات عبندة مقسمة لقسمين القسم الخارجي ويمثل ثلثي المساحة للتجارة تعلوه سدة خشبية يضع فيها البضاعة الزائدة والثلث الاخير للخياطة وهذا الثلث أضيف لاحقا للمحل الأصلي الذي بناه جدي الحاج عبدالقادر عبندة وبه ارتفعت أجرة المحل من ٦٠ دينارا بالسنة إلى ٨٠ دينارا وقد كانت هذه المساحة اصلا غرفة في بيت الحاج محمد رشيد اللمع .
كانت الدوائر الرسمية ترفع الأعلام في المناسبات الوطنية والدينية على مبانيها وتطلب المحافظة وغرفة التجارة من المواطنين والتجار رفع الأعلام لذلك كانت تحتاج أعلام جديدة في كل عام ولان الأعلام لم تكن تستورد كما هو الحال اليوم فقد كانوا يلجأون للخياطين ليتعاقدوا معهم على خياطتها ، واذكر أن العلم الواحد كان يكلف دينارا واحدا بما فيه ثمن القماش .
يحتوي العلم على الألوان الأساسية لمعظم الأعلام العربية وهي الأسود والأبيض والاخضر والأحمر والتي ترمز إلى : الأسود راية الدولة العباسية . الأبيض راية الدولة الأموية . الأخضر راية الدولة الفاطمية . الأحمر راية الثورة العربية الكبرى . ويمثل المثلث الأحمر الذي يجمع الأشرطة الثلاثة السلالة الهاشمية . والكوكب سباعي الأشعة (النجمة السباعية) يدل على سورة الفاتحة المكونة من سبع آيات (السبع المثاني) .
كان ابي يجيد اخذ القياس والقص والخياطة لكن كانت تواجهه مشكلة في رسم النجمة السباعية فقد كان يستعمل نجمة قديمة مرسومة على الكرتون اتلفها الزمن فاخذ يستعين بي لرسم نجمة في كل طلبية فرسمت له نجمات بعدة قياسات لتلائم حجم الأعلام المطلوبة .
كان ابي يحتفظ في محله بعلم خاطه بنفسه يرفعه في كل مناسبة وأحيانا ياخذه معه للبيت لتغسله امي وتكويه فيعود جديدا كما كان .
لقد كان العلم بالنسبة لهم هو رمز الوطن وهو الهوية الجامعة التي تجمع كافة المواطنين لذلك حافظوا عليه وفدوه بالمهج والارواح .