نشامى الإخباري – مدونة ماجد عبندة
بعد أيام من دوامي في ديرعلا نهاية عام ١٩٩٥ زارنا المدير العام للمركز الوطني للبحوث الزراعية ونقل التكنولوجيا يرافقه نائبه ، اجتمع بمديرنا اولا ثم قام بجولة على المكاتب والمختبرات ، كنت حينها في غرفة تحضير عينات التربة اقوم بنشر العينات الواصلة للمختبر للعمل على تجفيفها ثم طحنها و وضعها في أكياس لإرسالها للمركز الرئيسي ليتم تحليلها كما جرت العادة . دخل المدير العام وهو (الاستاذ الدكتور في علم التربة) فقال لي : ماذا تفعل قلت له : كما ترى نحضر العينات لإرسالها للمختبرات الرئيسية لتحليلها . قال : ولماذا لا تحللها هنا ؟ قلت : بصراحة لقد تفقدت المختبر فور تعييني هنا فوجدت الكثير من النواقص في الأجهزة والأدوات والكيماويات في حين يوجد وفر بالزجاجيات والكثير من الكيماويات والاجهزة غير المستخدمة ، إضافة إلى انني بحاجة لدورة انعاش في طرق التحليل المعتمدة بالمركز . ابتسم المدير العام واستذكر مقابلتي للتعيين عندما قلت للجنة انني (بتاع كله) وان (تحليل التربة لعبتي) . ثم وجه كلامه فورا للنائب : اعملوا له دورة لمدة اسبوعين .
في المختبرات الرئيسية كان الأمر مختلفا فحجم العمل كبير والكادر قليل لكنه منظم ، كان علي ان ارافق الزملاء المدربين في تحليل العينات من البداية إلى النهاية ثم اراقب استخراج النتائج والحسابات وإعطاء النتيجة للمزارع او الباحث وأحيانا كتابة التوصيات السمادية للمزارعين .
عندما كنت أستخدم الزجاجيات في التحليل الاحظ ان بعضها مكسور الطرف او قديم فاقارنها بتلك الجديدة التي في ديرعلا فأقول لمدربتي (سهى) لو انك ترين زجاجيات ديرعلا لغبطتينا عليها ؛ كلها جديدة . فقالت لي وهي تبتسم : ماجد ، “الي ما بتجلي … ما بتكسر صحون” .
انهيت دورتي التدريبية وبدأت اعمل وزملائي على اعادة تاهيل مختبرات ديرعلا حتى صارت في المرتبة الثانية بعد الرئيسية …. عندها بدأت اكسر صحون .