
مقالات
عبندة يكتب : جبران الرضا
نشامى الإخباري – مدونة_ماجد_عبندة
في سبعينيات القرن الماضي في شارع خالد بن الوليد حيث مجتمع اربد القديمة من كافة الأصول والمنابت وحين كانت البيوت متلاصقة بحميمية مفرطة لا تستغرب ان يقام عرس ابن ابي عمر في بيت ابي الطاهر وان تستقبل جاهة خطبة بنت ابي نايف في بيت ابي ماجد ، في هذا الجو المتسامح كان من الطبيعي ان يجتمع الجيران في احد البيوت التي تملك تلفازا ليحضروا الاخبار او ليتابعوا مسلسل فارس ونجود ،
بيت ابو نايف الفاعوري جيران اهلي (الباب بالباب) لم تكن العلاقة معهم عادية بالرغم من فارق السن بين ابي وابي نايف وامي وأم نايف فقد كانت أمي من جيل بناتها ومع ذلك كانت الزيارات متبادلة والمحبة متزايدة . كنت اذهب الى بيتهم الجميل والذي كانت تتوسطه ساحة سماوية بها شجرة كبيرة بالوسط اظنها كانت شجرة ليمون اذهب لالعب مع صديقي مصطفى او ازورهم بالعيد فيمد ابو نايف يده في جيبه ويخرج العيدية ويعطيني كما يعطي مصطفى .
عندما مرضت وارتفعت حرارتي لم تجد امي غير ام نايف لتساعدها وترشدها في وقت لم تكن الهواتف منتشرة في البيوت ومن الصعب الخروج الى طبيب في الليل .
لقد كنت أحس اننا أهل وليس فقط جيران لقد كان ابو نايف اصلا من السلط وأم نايف من الشام لكن لم يكن لاحد ان يميزهم عن غيرهم من الجيران سواء أبناء المدينة الأصليين او القادمين من غزة والضفة والكرك ومعان والقرى المجاورة وغيرها من المناطق في الأردن وفلسطين .
اننا الان نفتقد تلك العلاقات وعمق الجيرة الحقيقية ، لم تكن لمة فنجان القهوة الصباحي لرغي الحكي وغيبة الناس بل كانت لمساعدة صاحبة البيت بلف ورق الدوالي او عمل المقدوس وحتى لإخراج الصيفي وضب الشتوي ، كانت العونة والمحبة بين نساء الحي في قمتها وورثن هذا الحب للأبناء والبنات ، رحم الله امهاتنا وابائنا وجزاهم عنا كل خير .