
مقالات
عبندة يكتب: الخياطون من العبندات
نشامى الاخباري _ مدونة ماجد عبندة
الخياطة من المهن التي امتهنها واتقنها عدد من أبناء عشيرة العبندات منذ خمسينيات القرن الماضي واستطاعوا ان تكون لهم بصمة واضحة في هذا المجال لا بل تفوقوا كل في مجاله وأصبح يشار لهم بالبنان بالاتقان والذوق والأمانة.
اول الخياطين كان المرحوم بإذن الله محمد مفلح عبندة (ابو موفق) والذي تعلم الخياطة العربية على يد عدد من الخياطين واصبحت مخيطته التي كانت على زاوية شارع السينما في اربد مقابل ميدان الساعة ملتقى لكل أبناء اربد وضيوفهم من مختلف المحافظات . لقد برع في مجاله واتقن مهنته حتى اتاه الزبائن من كل حدب وصوب لكن اكثر زبائنه كانوا من مناطق البادية والريف . لكن انتهت قصة الخياطة بوفاته عام ١٩٩١ حيث انه لم يورث مهنته لاحد من أبنائه او احفاده .
ثاني الخياطين هو المرحوم باذن الله ذيب ابراهيم عبندة (ابو جلال) وقد بدأ عمله بعد تركه للمدرسة في بداية الخمسينيات وبدأ بتعلم الخياطة على أيدي خياطين محترفين حتى اتقنها وفتح مخيطته في شارع الملك طلال في اربد وكان معروفا بالخياطة الرجالية حيث أتقن البدلة الرجالية وتعاون مع ابن عمه محمد المفلح في خياطة الطقم العربي والمكان من قمباز وجاكيت ، كانت مخيطته ملتقى لعدد كبير من أبناء اربد واصدقاء رحلات الصيد . في أواخر أيامه نقل مخيطته إلى شارع فلسطين لكن عاجله الموت رحمه الله في عام ١٩٩٠ دون أن يورث المهنة لاحد من أبنائه الذين اختاروا كلهم التعليم الجامعي .
ثالث الخياطين هو المرحوم باذن الله محمد عبدالقادر عبندة (ابو ماجد) والذي بدأ تعلم الخياطة في منتصف الخمسينيات وجمع بين الخياطة النسائية والرجالية وبدأ حياته العملية شريكا لعمه (والد زوجته فيما بعد) محمد مفلح عبندة حيث كان كل منهما يعمل بمجاله واستمرت الشراكة بينهما حتى عام ١٩٥٧ حين افتتح محلا جديدا في وسط شارع السينما يحوي نوفوتيه ومخيطة ، لكنه فضل التجارة على الخياطة فبدأ يبتعد عن أعمال الخياطة ولذلك ادخل معه ابن عمه الخياط كامل عثمان لكنهم لم يستمرون طويلا ، فاقتصر عمله على بعض أعمال الحبكة والعراوي والتصليحات حتى وفاته رحمه الله في عام ٢٠٢٠ ، ومع انه ورث لابنائه العمل في التجارة الا انه لم يورث لهم الخياطة فانتهى عهدها بوفاته .
رابع الخياطين هو المرحوم بإذن الله كامل عثمان عبندة (ابو محمد) وقد تعلم الخياطة النسائية والرجالية وكان مشهورا جدا بإتقان الجاكيت الرجالي وله ذوق رفيع في الخياطة النسائية عمل في بداية حياته مع ابن عمه محمد عبدالقادر في محله بشارع السينما لكنه لم يستمر طويلا ففتح مخيطته في شارع فلسطين مقابل مجمع الاغوار وبقي فيها إلى أن توفاه الله ولم يورث المهنة لاحد من أبنائه.
خامس الخياطين هو المرحوم باذن الله رافع عبدالحميد عبندة (ابو رعد) والذي تعلم قص وتفصيل الملابس الرجالية وكانت مخيطته في شارع الامير نايف على مدخل سوق الغرايبة تعج بالزوار والزبائن يوميا وله محبين من كافة المناطق برع في خياطة البنطلون الرجالي وتخصص فيه لكنه كغيره من أبناء عمومته لم يورث المهنة لابنه فانتهت قصته بوفاته عام ٢٠٠٦ .
سادس الخياطين هو المرحوم بإذن الله عيسى مصطفى عبندة (ابو محمد) ومخيطته هي الوحيدة الباقية حتى الان في شارع فلسطين على مدخل مجمع الاغوار والتي يديرها احد أبنائه والذي ورث منه المهنة بعد وفاته واستمر في انجاز اعمال الخياطة المختلفة و التصليحات .
لقد ساهم عزوف الناس عن خياطة الملابس والاتجاه لشراء الملابس الجاهزة بانتهاء هذه المهنة لدى الكثيرين حيث انها تلاشت تدريجيا ولم يستطع بعض أصحابها التعويض عنها بمهن بديلة فانتهت بانتهاء اعمار أصحابها رحمهم الله جميعا .