نشامى الإخباري – مدونة ماجد عبندة
في الأردن وبالذات في اربد تبرز مشكلة كبيرة في اختيار الأسماء للشوارع والميادين وهي تعتمد على اجتهادات اللجان المشكلة لتلك الغاية إضافة إلى الضغوطات التي ينفذها بعض الناس على إدارة البلدية واللجان .
تكمن المشكلة الأساسية في موضوع التسمية اننا نسمي كافة الشوارع صغيرها وكبيرها النافذ منها وغير النافذ حتى الدخلات الضيقة وهذا باعتقادي سبب مشكلة لن نجد لها حلا لكثرة الأسماء المطلوبة وعدم القدرة على التمييز بينها بالاهمية .
اذا استعرضنا المدن العربية الكبرى نجد ان الشوارع المسماه هي الشوارع الكبيرة والرئيسية فقط اما ما يتفرع منها فهي مرقمة بدون أسماء وهذا يسهل على الناس الوصول لمبتغاهم دون الحاجة لخرائط المواقع الالكترونية .
في اربد تبرز مشكلة أخرى وهي التغيير المستمر لأسماء الشوارع سواء المسماه سابقا من قبل البلدية او المتعارف عليها بين الناس بشكل شعبي وهذه يسبب لغطا مستمرا فقد عرف الناس شارع السينما في اربد منذ افتتاح سينما الزهراء فيه لكن البلدية أرادت ان تغير اسمه فاسمته شارع الجميل وعندما أوشك الناس على نسيان الاسم القديم وحفظ الاسم الجديد غيروا اسمه ليصبح شارع عبدالمنعم رياض ولم يصمد هذا الاسم طويلا أمام اسم شهيد الأردن الكبير وصفي التل فحمل هذا الشارع اسمه عدة عقود إلى أن أرادت البلدية افتتاح شارعا جديدا في مكان اخر فازالت الاسم ووضعته عليه وابقت كلمة الشهيد اسما لشارع السينما ، بالرغم من ان السينما ازيلت من الشارع حالها حال بقية السينمات في اربد الا ان الاسم ما زال متداولا شعبيا بل عاد بقوة بعد إزالة اسم وصفي التل عنه والابقاء على كلمة الشهيد فقط .
ان ذاكرة المكان مهمة في أسماء الشوارع ولا يجوز التلاعب بها فشارع الحصن وشارع فلسطين وشارع حكما وشارع بغداد وشارع ايدون كلها لها أسماء رسمية اتحدى ان يعرفها أهل اربد وان عرفوها اتحدى ان يستخدموها ، إذن لماذا نغير الأسماء ان كنا غير قادرين على فرضها واستخدامها .
باعتقادي ان آلية التسمية والترقيم للشوارع والميادين والبيوت فيها أخطاء كثيرة على البلدية اعادة النظر فيها فهذه لجنة مهمة يجب أن يركز عليها وتطور وسائلها والياتها وعليها الاستفادة من تجارب البلدان الآخرة الأكثر تجربة في هذا الأمر ، إضافة إلى التركيز على إطلاق الأسماء بعدالة وحسب الأهمية والعطاء الذي قدمه صاحب الاسم للوطن اولا ولاربد وأهلها ثانيا وان تحدد معايير قابلة للقياس لتحديد هذه الأسماء دون المساس بالأسماء القديمة .
