نشامى الاخباري _ محمد محيسن
مرة أخرة أُعيد التأكيد بأنني لست خبيراً في لغة الجسد، ولكنها محاولة بسيطة لمعرفة اللقطة الغريبة، والسبب الذي منع الجنرال الأمريكي وقائد هيئة الاركان الامريكية من الوقوف عندما امتدحه الرئيس الأمريكي في خطابه امام الكنيست، بل حاول الجنرال إخفاء وجهة امام الكاميرا!
ترامب علق على الحادثة بالقول إن الجنرال “لا يحب الكاميرات”… لكن هل هذا كل شيء، أم أن الرجل ببساطة لا يحب الموقف كله؟
أعتقد ان هناك أكثر من تفسير محتمل لهذا الصمت والتخفي الغريب، أسباب أخرى قد تكون دافعا للجنرال إلى التزام الصمت، والتقليل من الظهور العلني امام الجمهور:-
أولاً: الهواجس الأمنية
من المؤكد ان الجنرال ليس ساذجاً، ويعلم جيدا أن الجيش الأمريكي، عبر تاريخه الطويل، لم يكن بالضبط “قوات حفظ السلام”. ومن بين أكثر الملفات إحراجا: دعمه المفتوح لـ”إسرائيل” بكل وسائل القتل والدمار، بما فيها الصواريخ الثقيلة وأحدث تقنيات الرصد والقتل.
هل من الغريب أن يتحاشى الرجل الكاميرا؟ قد يرى نفسه مستهدفاً من الشعب الامريكي حرفياً، ويريد تفادي أي صورة تستخدم يوماً ما في السياق الخاطئ أو الصحيح جداً.
ثانيًا: الخجل
نعم، الجنرالات يخجلون أحيانًا، وخاصة الوقوف احترامًا في حضرة دولة تُتهم اليوم بارتكاب إبادة جماعية في الوقت الذي يخرج فيه الملايين في الشوارع الأمريكية تنديدًا بالدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل؟
ربما شعر الجنرال بأن الوقوف في هذا السياق يشبه رفع اليد لتحية لا يرغب فيها، فاختار أن يبقى جالسا، ويخفي وجهه قدر الإمكان.
ثالثًا: الشعور بالدونية
قد يكون الجنرال ببساطة قرأ الموقف الأخلاقي بدقة الذي عبر عنه الشارع الأمريكي، فراوده شعور الدونية، فهو يعلم تماما أن الجيش الأمريكي ساند “إسرائيل” بكامل ثقله، ومع ذلك لم تستطع كل تلك الترسانة كسر مقاومة شعب محاصر منذ أكثر من عشرين عاما.
ربما شعر الرجل أن كل تلك الأسلحة والقدرات لم تسكت “الحقيقة”، بل على العكس، كشفت فشلًا أخلاقياً قبل أن يكون عسكرياً.
سواء كان ما حدث هو تصرّف مقصود، أو مجرد لحظة ارتباك أمام الكاميرا، فالمغزى واحد:
في لحظة صدق نادرة، تراجع جنرال كبير عن المشهد؛ ربما لأنه لم يعد يحتمل رؤية نفسه في هذا المكان!
وأغلب الظن “ربما أحس أنه حذاء أو بسطار عسكري تابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ولهذا انتابه شعور بالخجل!”.