نشامى الاخباري _ طارق عوده
إحنا كشباب أردني واعي، ما عاد فينا نعيش على الأمنيات، ولا نكتفي بكلمة “إن شاء الله” كل ما سألنا عن ملف فساد، أو عن فرصة عمل، أو عن قانون إصلاحي. صوتنا اللي أعطيناكم إياه ما كان مجاملة، ولا كان من باب “خلينا نجرّب”، كان من باب الأمل. لكن للأسف، الأمل عم يتحوّل لحسرة.
اليوم بنسأل، وبصوت عالي: هل فعلاً أنتم – كأحزاب – على قد الثقة اللي أعطاكم إياها الشعب؟
برامج موسمية… تختفي بعد الصندوق
قبل الانتخابات، شفنا سباق محموم في عرض البرامج الانتخابية:
– في حزب حكى عن “خطة نهوض اقتصادي خلال 100 يوم”
– حزب ثاني وعد بـ”دمج الشباب في مواقع القرار”
– وثالث رفع شعار “الحرب على الفساد بلا هوادة”
لكن… بعد ما وصلتوا على القبة، صرنا نشوف صمت، أو حراك خجول، أو أسوأ من هيك: مشاركة في صناعة الصمت وتلميع الفشل.
هل في حدا منكم طلع وقال للناس: “هذا البند من برنامجنا طبقناه، وهاي نتائجه”؟
هل في حدا وقف تحت القبة وقال: “أنا فشلت هون، وأنا مستعد أتحاسب”؟
وين التقارير المرحلية؟ وين اللقاءات الشعبية؟ وين مساءلتكم للحكومة؟
ولا المساءلة صارت رفاهية؟
المواطن مش ناسي… والشارع أذكى مما تظنوا
إحنا مش بس ناخبين بننسى، إحنا شعب عم يوثق، عم يحلل، وعم يراقب.
في كل محافظة، في شبّ أو صبية عم يسجلوا كل تصريح، وكل موقف، وكل مشروع وعدتوا فيه وما صار.
مشكلتكم إنكم مفكرين الناس بتنسى، بس الحقيقة إن الذاكرة الشعبية اليوم أقوى من أي وقت.
في ناس بعدها حافظه اسماء النواب صوتت لقانون الضريبة، وفي ناس بعدها بتسأل: “وين مشروع تشغيل الشباب الي وعدونا فيه؟”
ما بعد الوصول… اختفاء
في نواب وأحزاب اختفوا عن الأنظار بعد فوزهم، وكأنهم أخذوا أصوات الناس وقالولهم: “سلام”. لا لقاءات ميدانية، لا منصات تواصل نشطة، لا توضيح للناس شو عم بيصير تحت القبة.
يعني بنهاية المطاف، وين الشعب من برنامجكم؟
حتى بعض القوانين المهمة، زي قوانين الحريات العامة، أو قانون الجرائم الإلكترونية، أو قوانين الإصلاح الإداري… شفنا فيها مواقف باهتة، أو حتى تواطؤ واضح مع الحكومة، ضد نبض الشارع.
أين أنتم من الضغط الشعبي؟
أحزابكم اللي المفروض إنها تمثل الناس، ليش ما وقفت وقفة حقيقية في أي أزمة وطنية؟
ليش لما ارتفعت الأسعار، أو لما زادت البطالة، أو لما الشعب نزل على الشارع، ما شوفنا أي حزب يساند أو يقود حراك وطني مدروس؟
هل صرنا نخاف من كلمة “معارضة”، وكأنها تهمة؟
ولا صار الحزب السياسي مجرد سلم للوصول للقبة، وبعدها “سلام عليكم”؟
مساءلة… باسم الناس
أنا هون ما بحكي كمجرد شاب متحمّس، بحكي باسم مئات الآلاف من شباب وصبايا هالبلد، اللي لسه عندهم شوية أمل بالإصلاح، لكنهم عارفين إنه الأمل بدون محاسبة = وهم.
المحاسبة مش عيب، والنقد مش كره، والمساءلة مش عداء.
المساءلة هي أصل العملية الديمقراطية، هي العقد الاجتماعي بين الناخب والممثل، بين البرنامج والواقع، بين الكلمة والفعل.
وختامًا…
ما رح نطول صبرنا، ولا رح نكفي ساكتين. المرة الجاي رح نحاسب بالوعي، وننتخب بالفكر، مش بالعاطفة.
وللأحزاب اللي ناوية تستمر:
راجعي حالك، راجعي أداءك، وراجعي ثقة الناس فيك… قبل ما تكوني خارج حساباتهم نهائيًا.
وفي النهاية، السؤال اللي بضل مطروح، وبنظل نعيده عليكم، لعلّه يصحّي الضمير السياسي:
هل تستحقون فعلاً ثقة الشعب