مقالات

محيسن يكتب: الزنة

نشامى الاخباري _ محمد محيسن

هل شاهدتم ابطال عملية الزنة شرق خان يونس اليوم كيف وقفوا بجانب الدبابة لا يبالون بالموت، كيف صوبوا نارهم الى صدور المعتدين وجها لوجه رغم الفارق الكبير في العدة والعتاد..

لم يرتدو واقيات للرصاص ولا قفازات تحمي أيديهم من لهب البنادق ولا مناظير للرؤيا الليلية او خوذة للوقاية بل كانت رؤوسهم مرفوعة للأعلى، وعندما ادنوها من الأرض كان الهدف زرع القنبلة .

صدقوني المشهد ليس فيلما هنديا ولا ينتمي الى أفلام الاكشن الامريكية ولا يمت بصلة الى من يدعون البطولة المزيفة على مواقع التواصل الاجتماع، ولا لجيوش السلاطين. ولا معركة شرسه لقوات المارينز.

هل لاحظتم الدخان المنبعث من بنادقهم القديمة، الم تشاهدوا كيف هربت دبابة الميركافا كفيل مرتجف هل تعرفون عن الميركافا نها وحش عملاق تحمل جميع أدوات القتل التي اخترعها الامريكان ويتباها بها الصهاينة ويصفونها بأم الجحيم .

هل راقبنم كيف فر الجنود المدعومين من كل جبابرة العالم من امامهم مذعورة , وركضوا كالفئران المرتجفة . هؤلاء لم يحملوا في جيوبهم خطط الهروب، ولا في قلوبهم خوف التراجع، بل حملوا يقين النصر أو الشهادة، فارتعدت أمامهم أقوى جيوش الأرض وهربت من امامهم أعتى أدوات القتل وأكثرها فتكا.

هؤلاء هم الرجال الذين كتبوا بدمهم رسالة إلى العالم: لسنا أرقاماً على شاشات الأخبار، ولسنا أهدافاً لأسلحة الدمار، نحن أصحاب الأرض، وحراسها، وجنودها المجهولون.

أي بطولة تلك التي تولد من رحم الحصار أي عزيمة تلك التي تتفجر في وجوه الموت دون أن ترتق لها جفن؟ إنها بطولة الفلسطيني حين يقرر أن يكون هو السطر الأخير في رواية العدوان.

لقد سقطت كل معايير القوة اليوم أمام صلابة هؤلاء الأبطال، الذين أعادوا تعريف الشجاعة والرجولة.

اما نحن المتصلبون على شاشات التلفاز كل ما يمكننا تقديمه هو الاعتذار، كم نحن محرومون حتى من الاعتذار الذي يعيد الينا بعضا من التوازن المفقود، لاننا لسنا هنا ولسنا هناك، واصابعنا قد تكتب وتعزف وتنحت وتشهد لكنها بلا زناد.

صدقوني يوما ما سيكتب التاريخ أن بندقية قديمة ، في يد رجل مؤمن بعدالة قضيته، أرعبت دبابة تقدر بملايين الدولارات، ففرت هاربة تبحث عن مأوى.

اظهر المزيد
الداعمون:
Banner Example

نشامى الاخباري

نشامى الإخباري" هو موقع إخباري أردني متميز يقدّم لكم أحدث الأخبار المحلية الأردنية والعربية، نسعى جاهدين لتقديم محتوى إعلامي مهني وموثوق يساهم في توعية القرّاء وتوفير تحليلات موضوعية وشاملة للقضايا الراهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *