
مقالات
عبندة يكتب : ذكريات ليبية … غرائب في طرابلس
نشامى الإخباري – مدونة ماجد عبندة
في بداية عام ٢٠٠٤ قرر اتحاد المهندسين الزراعيين العرب عقد اجتماع المكتب التنفيذي والمجلس الاعلى والمؤتمر الفني للاتحاد في الجماهيرية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى وبالذات في عاصمتها طرابلس الغرب.
طرح الأمر المهندس حسن جبر في اجتماع مجلس النقابة لاستطلاع آراء الزملاء الراغبين في المشاركة آخذين بعين الاعتبار مشاركة النقيب او نائبه حكما لانهما المخولان بحضور اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد فتم الاتفاق على أن يكون الوفد برئاسة الزميل نائب النقيب محمود أبو غنيمة (رحمه الله) والزملاء اسلام مغايرة وسليم النابلسي وماجد عبندة ، ووجهت النقابة الكتب الرسمية للجهات التي يعمل بها الزملاء الاربعة ، فجاءت الموافقة على مشاركتي واعتبارها رسمية مع مياومات وجاءت الموافقة على مشاركة الزميل اسلام رسمية وجاءت الموافقة على مشاركة الزميل سليم بشرط أن تكون باجازة خاصة اما الموافقة على مشاركة الزميل محمود فلم تأتي حتى الان . (لاحظوا اننا نحن الأربعة كنا نعمل في دوائر حكومية بوظائف لها علاقة بتخصصنا وجميعنا ناخذ علاوة مهندس زراعي لكن اختلف الاجراء باختلاف الادارة) .
كانت رغبتي بالمشاركة في هذا المؤتمر لأكثر من سبب اولها انني أزور قارة افريقيا لاول مرة وثانيها أن هذه كانت أول مشاركة لي في نشاطات الاتحاد وثالثها أن موضوع المؤتمر كان حول التقنات الحديثة في الزراعة .
في مطار طرابلس كان في استقبالنا المهندس الزراعي علي الزكراوي نقيب المهندسين الزراعيين في ليبيا وهو شخص اسمر دمث ولطيف رحب بنا وأخذنا إلى قاعة كبار الزوار إلى أن أنهوا اجراآت الدخول فتسلمنا جوازات السفر وخرجنا من المطار لنجد مركبة (فان) تنتظرنا لتاخذنا إلى فندق باب البحر ، بالرغم من ان الفندق كان يصنف بخمسة نجوم الا ان هيبته لم تكن كذلك .
عرض علينا المنظمين تخصيص سيارة لتنقلاتنا فرفض (ابو زياد) وقال لهم : نريد أن نأخذ راحتنا بالحركة ولا نريد أن نثقل عليكم ، اما لنا فقال : لا نريد مراقبة .
كان برنامجنا يبدأ صباحا بصلاة الفجر الساعة السابعة ثم الافطار في الفندق الساعة الثامنة ثم الاستعداد للذهاب لقاعة الشعب للمؤتمر .
كانت الحافلات تقف بكثافة أمام الفندق لنقل المشاركين من الزملاء العرب والليبيين والذين حضروا من كافة المناطق للمشاركة في المؤتمر والذين تم حجز اكثر من فندق لاقامتهم ، لم نلاحظ تمييزا لنا في الركوب بالحافلة او في الفندق فكلنا (جماهير) عربية .
تم افتتاح المؤتمر بحضور مندوب القائد الذي لم يلفت الانتباه ولولا انهم ذكروا صفته لما عرفه احد . وفي نهاية الافتتاح قُلد القائد بوسام المهندس الزراعي العربي الاول من قبل الاتحاد والقيت الخطب والقصائد التي تمجده وتذكر شمائله .
من الظواهر الغريبة التي لفتت انتباهي عدم وجود اسماء للمحلات التجارية في الاسواق وعدم وجود اسماء لخطوط الباصات . لاحظت ان الشعب الليبي مثقف جدا ومتعلم لكن تغلب عليه الفوضى في تحركاته وطريقة مناقشته للامور .
مرت ثمانية ايام على زيارتنا لطرابلس أيقنت أن هذا الشعب الذي اخرج الطليان على يد عمر المختار يستطيع أن يكون له مستقبل واعد ومشرق .