كان الحاج عبد القادر عبندة على صداقة مع الحاج محمد رشيد اللمع وكان يتردد عليه كثيرا في بيته الواقع في (شارع السينما) ليطلع على ابداعاته في صنع سروج الخيل التي كان متخصص فيها . كان ابو اسعد قانعا بعمله لذلك خصص مدخل بيته لذلك العمل ولم يتوسع فيه . كانت الناس من اصحاب الدواب تقصده لتشتري منه السرج والجلال والرسن واللجام وغيرها من المستلزمات . كان بيت ابو اسعد يتكون من عدة غرف ثلاثة على الشارع بالإضافة إلى المدخل وثلاثة في الداخل بالإضافة للمنافع . في عام ١٩٥٧ وفي احدى الجلسات عرض (ابو محمد) على (ابي اسعد) عرضا قال له : انه ينوي فتح محل لابنه محمد فما رأيك أن آخذ غرفتين على الشارع احولهما إلى مخزنين وكافة تكاليفهما علي مقابل ان استرجع مالي من ايجارهما لمدة خمسة سنين . كان إيجار المخزن في ذلك الوقت خمسة دنانير اي ان التكاليف قدَّرها ب ٦٠٠ دينار وافق ابو اسعد على الفور الا انه اقترح أمرا آخر وهو ان يبني ابو محمد المخازن ويأخذ لابنه مخزن ملك ويبقي مخزنا لأبي اسعد حتى لا يبق خمس سنوات بدون إيجار فلم يقبل ابو محمد وقال له : سيقول الناس انني استغليت صداقتي معك لأخذ بيتك ، لا والله لا أفعل . بدأ ابو محمد بالهدم والبناء إلى أن أنجز المخزنين وجهزهما بالابواب والبلاط والكهرباء وجاء شاب من الحصن يدعى نعمة العمَّاري يطلب إيجار أحدهما فأجره المخزن بخمسة دنانير شهريا . وبدأ بإعداد الرفوف والسدة لمخزن محمد الذي قرر ان يكون مخيطة ونوفوتيه ويسميها (عبندة) . لقد كان ابو محمد تاجر خشب ونجار ولذلك لم يعجزه اعداد المخزن وترتيبه وبذلك انتهت الشراكة بين محمد وابو موفق وأصبح له محله الخاص يمارس فيه مهنة الخياطة ويبيع الملابس والإكسسوارات وغلب عليه الطابع النسائي حيث كانت هذه المحلات المتخصصة قليلة في اربد فاخذ ببيع العطور وادوات التجميل ثم ادخل الازرار والكلف إلى أن أصبح المحل المتخصص الاول في هذا المجال في اربد مستفيدا من زياراته المتكرره لدمشق وبيروت وعمان والقدس . ومنذ ذلك التاريخ انطلقت محلات عبندة التي بدأت فكرة في عقل الحاج عبد القادر وانتقلت إلى ابنه محمد ليحققها ويطورها ويحافظ عليها حتى عام ٢٠٢٠ حين توفاه الله لتنتقل الراية إلى الأبناء ومن بعدهم الأحفاد بإذن الله .