مقالات

بني عيسى تكتب: الولايا المتحدة على حافة الهاوية

نشامى الاخباري _ أسيل بني عيسى

من عادة التاريخ إعادة تكرار نفسه في كل الأزمان وكأنه مشهد سينمائي يعيد بثه كل مدة، إلا أنه يغير الشخوص وربما الطريقة بينما النهاية تكون كما هي منذ الأزل.

دائما ما تبدأ الحضارات من القاع وصولاً للقمة قد تقوم على البطش والقتل والاستبداد والظلم وسفك الدماء، أو تقوم على العلم والمعرفة والبحث والثقافة، وما هي تصل وتلبث إلا وقد انهارت، وفي كلتا الحالتين تنتهي في نهاية المطاف، ولا يبقى منها إلا عبرة أو قدوة كلا على حسب ما صنع.

واليوم مع تأزم أوضاع السياسة في العالم، تعود التنبؤات السياسية لمحللين وكتّاب وخبراء ومفكرين إلى الساحة الإعلامية بقولها إن الولايات المتحدة الأمريكية متجهة إلى انهيار وانتهاء، ولم تكن هذه التنبؤات هي الأولى من نوعها

يقول السياسي الأمريكي باتريك هنري عام 1787 في هذا السياق “إن أمريكا تفقد حيويتها وشبابها” وكانت أمريكا في ذلك الوقت في بدايات تأسيسها، واليوم هي تصل لأعلى قمة، حيث أنها تهيمن على العالم اقتصاديا وسياسيا، وتضع العالم تحت قبضتها، فهذه هي الذروة التي وصلتها الأمم السابقة وبعدها لقيت حتفها.

وليس من الضروري أن يأخذ الانهيار أشهرا أو سنوات قليلة كما يظن الأغلب، أو كما يظن البعض الآخر أن أمريكا صامدة وباقية بسبب طول مدة حكمها، وكأن النمرود ما حكم الدنيا قبل أمريكا 400 سنة، ومن بعده الدولة العثمانية التي تجاوز عمرها 600 سنة، والتي ظلت تحتضر أكثر من 300 سنة كما ذكر أغلب المؤرخين

إذ قسم المؤرخ اللبناني محمد سهيل طقوش عمر الدولة العثمانية إلى مرحلة تأسيس من عام 1299 وتنتهي بعام 1512 لتدخل في مرحلة القوة والتوسع وتنتهي بالانهيار 1924م، حيث أن هذه الدولة التي عاشت ستة قرون لم تكن ذروتها إلا أقل من قرن

وأمريكا اليوم التي تنتعش وتهيمن كما تشاء ما هي إلا في أواخر رغدها، ونضع في الحسبان أننا في عصر السرعة أي السرعة في التأسيس والقوة والانهيار، فإذا انهيار الدولة العثمانية كلفها ما يقارب الثلاثة قرون، فإن أمريكا من استقلالها إلى انهيارها لن يكلفها فترة احتضار الدولة العلية كلها.

ولو نظرنا جيداً للأوضاع الأمريكية، لوجدنا أن المؤشرات اليوم تؤكد صدق التنبؤات، إذ أن الجبهات التي تفتحها أمريكا على مصارعها مع كندا والمكسيك والصين، ومن جهة أخرى عداوتها الأزلية مع روسيا وإيران، وما تفرضه على الفلسطينيين من تهجير قسري

إضافة إلى كتم صدور الشعوب العربية، وإظهار وجهها الحقيقة لشعبها بعد دعمها السافر لإسرائيل في طوفان الأقصى، وما تعانيه من كوارث طبيعية إلهيّة، ولا أحد يعلم ما يخطط له ترامب في المستقبل القريب لفتح جبهات أخرى على دولته، حيث يرى العالم عبارة عن حلبة مصارعة وهو من يقودها وهذه الحلبة لن تحرق إلا صاحبها.

ليس من المهم متى ينتهي حكم أمريكا للعالم، الأهم أنه سينتهي لا محال، ويغدو بطشها وهيمنتها وكل تاريخها الأسود عبرة لمن لا يعتبر عاجلاً أو آجلاً، والتاريخ يؤكد أن أمريكا ما هي إلا قوة مثلها مثل أي قوة حكمت بالنار والسوط من قبلها وانتهى أجلها.

اظهر المزيد
الداعمون:
Banner Example

نشامى الاخباري

نشامى الإخباري" هو موقع إخباري أردني متميز يقدّم لكم أحدث الأخبار المحلية الأردنية والعربية، نسعى جاهدين لتقديم محتوى إعلامي مهني وموثوق يساهم في توعية القرّاء وتوفير تحليلات موضوعية وشاملة للقضايا الراهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *