
مقالات
عبندة يكتب: سيرة المختار محمد عبندة.. خطوبة و زواج
نشامى الاخباري _ مدونة ماجد عبندة
في أواخر عام ١٩٦١ بدأ محمد التفكير بالزواج وكان لديه اكثر من خيار وكلهن من بنات العشيرة وبعض بنات أربد ، لم يكن من السهل على شاب يملك محلا تجاريا في السوق وجل زبائنه من النساء ان يختار بسهولة فقد كانت (العين عليه) كان حينها يبلغ السابعة والعشرين من العمر ويتمتع بحضور محبب واناقة ملفته للنظر .
كان لا بد في النهاية ان يحدد هدفه ويختار التي تناسبه وتناسب أهله فكانت (هناء) ابنة شريكه السابق وابن عمه محمد مفلح عبندة لقد عرفها عن قرب لكثرة زياراته لبيتهم اثناء شراكته مع والدها قبل الان بخمس سنوات حينها كانت طفلة لا تتجاوز السنوات العشرة .
أخبر محمد والديه ورافقهم لخطبة العروس جلس ابو محمد مع ابي موفق جرى حديث طويل حول خطبة هناء لمحمد ، لكن الظاهر ان ابا موفق كان يرى ان هناء صغيرة على الزواج فهي لا تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها فكيف ستفتح بيت وتعتمد على نفسها في تربية أطفالها إضافة انها ما زالت تدرس في مدرسة الراهبات الوردية في المرحلة الابتدائية . لكن أمام اصرار محمد واعتماده على تقبل ام موفق للموضوع رضخ ابو موفق للطلب لكنه أصر على أن يكون مهرها ٣٠٠ دينار ، هنا اعترض ابو محمد وقال : كل بنات العبندات مهرهن لابن العشيرة ٢٠٠ دينار والغريب ٢٥٠ ، ليش بنتكم ٣٠٠ ؟ قال ابو موفق : “هذا طلبنا اذا موافقين بنقرا الفاتحة واذا لأ كل واحد بدار أهله” ، هنا غضب ابو محمد وخرج ساحبا زوجته وابنه معه .
بعد العودة للبيت جرى حديث مطول بين العائلة فمحمد يرغب بالنسب ؛ فابو موفق من كرام الناس وأم موفق من السيدات الفاضلات وجد العروس مفلح عبندة مختار اربد وهو يعرف العائلة من سنوات و مطلع على اخلاقهم وتصرفاتهم ويرغب بنسبهم . عندها تم الاتفاق ان يساهم محمد بفرق المهر ويدفع والده ال ٢٠٠ دينار فقط وهكذا تمت الموافقة من الطرفين ووافقت العروس وقرأ الجميع الفاتحة .
أقيم حفل الخطوبة في بيت العروس وحضر الشيخ بركات الحريري لكتابة العقد فوجد ان العروس من مواليد ١٩٤٧ فلم يقبل بعقد القرآن الا بإصدار وثيقة تقدير سن بحيث تصبح من مواليد ١٩٤٥ (حسب القانون النافذ حينها) فكان ذلك وعاد الشيخ بركات لعقد القرآن بعد ذلك .
بدأ العمل لتجهيز البيت فتم تفصيل غرفة نوم فورمايكا وغرفة ضيوف ٨ مقاعد بأيدي زان كل مقعدين بلون مختلف وتم تجهيز المطبخ وادواته . كان البيت الذي سيسكن به العرسان يقع فوق بيت والد العريس وهو عبارة عن غرفتين ومطبخ وحمام ومرحاض وفي الوسط ساحة مكشوفة .
مرت أشهر معدودة تم فيها التجهيز لحفل الزفاف والذي تم في ١٦-٥-١٩٦٢ الموافق لثالث ايام عيد الاضحى المبارك وسط حضور كبير من رجال وسيدات العشيرة والجيران والاصدقاء .